الدين والشريعة

عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي» متفق عليه.

قال العلماء: معنى «خبثت» : غثت، وهو معنى: «لقست» ولكن كره لفظ الخبث. قال الخطابي: فعلمهم الأدب في النطق، وأرشدهم إلى استعمال اللفظ الحسن، وهجران القبيح منه. وقال البخاري: باب لا يقل خبثت نفسي. وذكر الحديث. قال الحافظ: قال الخطابي: تبعا لأبي عبيد: لقست، وخبثت بمعنى واحد، وإنما كره – صلى الله عليه وسلم – من ذلك اسم الخبث، فاختار اللفظة السالمة من ذلك، وكان من سنته تبديل الاسم القبيح بالحسن. وقال غيره: معنى لقست، غشت وهو يرجع أيضا إلى معنى خبثت. وقال ابن بطال: هو على معنى الأدب، وليس على سبيل الإيجاب. وقال ابن أبي حمزة: النهي عن ذلك، للندب، والأمر بقوله: لقست، للندب أيضا. قال: ويؤخذ من الحديث: استحباب مجانبة الألفاظ القبيحة والأسماء، والعدول إلى ما لا قبيح فيه، والخبث واللقس وإن كان المعنى المراد يتأدى بكل منهما، لكن لفظ الخبث قبيح، ويجمع أمورا زائدة على المراد بخلاف اللقس، فإنه يختص بامتلاء المعدة. انتهى ملخصا.

-= تطريز كتاب رياض الصالحين
شرح عبد الرازق البدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق