مقالات

ليست كأيٍّ من النساء. بقلم أ / ماجدة سمارة

ليست كأيٍّ من النساء….image
ذاكرةٌ في تاريخ، وتاريخٌ في ذاكرة جسدتها “ليست كأيٍ من النساء ”
تلك التي أرّخت يوم مبعث نبي هذه الأمة محمد عليه الصلاة والسلام فحق لها أن تتبوتق خلوداً في نفسه، وعقله، وروحه … كيف لا وهي الواثقة من فقهها، وحصافتها، المتمكنة من أدواتها ودلالاتها ؛ حينما أكدت للرسول الأعظم بعد ظهور الوحي أنَّ من يظهر له هو ملك وليس شيطان .
وهي التي اتخذت الحب وقفاً، والفكر وقفاً، والسكينة وقفاً؛ حيث لبست تضاريس السكينة ملامحها حينما ارتعد هو روعاً وقلقاً وخوفاً، ورسمت تضاريس الحب خريطةً في قلبها عندما تخلى عنه الأهل والعشيرة، واتخذت من فكرها وقفاً لتصديق ما يقول، فجاءت النتيجة إيماناً، ومؤازرة، وحمايةً، وجهاداً بكل ما تملك …
أجل، بكل ما تملك تلك المرأة الثرية ( مالاً، جمالاً، عفةً، حسباً ونسباً ) شريفة مكة، وسليلة دوحتها القرشية الأسدية، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزى …
وظلت خديجة بنت خويلد سيدةً في قلب نبي هذه الأمة، ووزيرةً له، لم تكن امرأة عادية أو عابرة سبيل، بل كانت المعين والسند والمشير، كانت المجاهدة الأعظم في حصار شعب أبي طالب؛ وهي السيدة الشريفة التي بُشرت من أمين السماء جبريل إلى أمين الأرض محمد ببيت من لؤلؤ في الجنة.
ما أجملها من علاقة بين أمينٍ وشريفة !!.. أنجبت حباً، ووفاءً، ونصرةً قادت الدعوة الي خطواتها الأكيدة نحو صوتها الشرعي.
وبعد وفاتها قايضها رسولنا الأعظم حباً بحب، ووفاءً بوفاء، وعهداً بعهد ..كيف لا وهي سيدة نساء العالمين فراح يعلن على الملأ : ” إني أحبها، وقد رزقت حُبَها، فأنا أحبها وأحب من يحبها ” .
لكِ منا السلام أيتها السيدةُ التي وصلك السلام من رب العزة والسلام ..
ماجدة سمارة

مقالات ذات صلة

إغلاق