ثقافه وفكر حر

بينما الكثير منا يحتقر تاريخه ويبحث فيه عن سقطات وثغرات

بينما الكثير منا يحتقر تاريخه ويبحث فيه عن سقطات وثغرات لأبطاله تجد فرنسا مثلا تحتفل بطريق طوله 325كم فقط لأن نابليون بونابرت سار في هذا الطريق عند رحلة عودته من جزيرة إلبا التي نفته فيها بريطانيا الى باريس مرة أخرى واستعادة عرش فرنسا .
اليوم جعلت فرنسا هذا الطريق مزار سياحي لا يمر عام إلا وزاره عشرات الآلاف من السياح من جمع أنحاء العالم .
فلماذا كل هذا ؟
فقط … لأن نابيلون سار في هذا الطريق !
مع أن عندنا طريق عبد الرحمن صقر قريش الذي هرب فيه من العباسيين في دمشق حتى وصل إلى الأندلس (اسبانيا حاليا) قرابة 8000 كم متخفيا ليس معه إلا شخص واحد ومع ذلك لم تحتفل به الأمة ولا بطريقه بل لا يذكر إلا على استحياء بين المحبين للتاريخ الإسلامي .
كان عمر عبد الرحمن 19 سنة حين طاردته كل جيوش الدولة العباسية لمدة ست أو سبع سنوات حتى ذهب إلى الأندلس واسس دولة عظيمة ثابتة وهو في عمر 25 سنة وظل 33 سنة تقريبا في هذه الرحلة الشيقة !
وترى انجلترا مثلا جعلت بيت الجاسوس (لورانس) مزارا سياحيا للراغبين من جميع أنحاء العالم .
مجرد بيت عادي كان يسكن فيه جاسوس من بين الكثير من أمثاله !!!
لدينا سيرة 124 ألف صحابي واضعاف أضعافهم من التابعين ولا نتحفل كما ينبغي بسيرتهم .
ولدينا مئات الأبطال والعظماء في المعارك العسكرية وفي السياسة والعلم الشرعي والتجريبي ولا نعلم عنهم إلا الققليل بينما ذاكرتنا مشحونة بمئات الأسماء التافهة التي ليس لها أي قيمة تذكر !
نابليون تاريخه لا يشرف بميزان الرجال الحرفي .
ولا يشرف بميزان الحروب العسكرية قياسا مثلا بخالد ابن الوليد رضي الله عنه أو عمرو بن العاص أو معاوية الذين نسب فيهم ونطعن في دينهم وأخلاقهم ليل نهار !
يحتفلون بطريق نابليون الهارب من الأسر ولا نحتفل نحن بقتيبة بن مسلم الباهلي الذي وصلت فتوحاته من دمشق الى الصين قرابة 7000 كم بينما تحتفل فرنسا ومعها ملايين الزوار بـــ 325 كم مشاها نابليون هاربا من الانجليز !
يحتفل الغرب بريتشارد قلب الضفدعة وليس قلب الاسد ويصوره لنا مخرج متفرنج اسمه يوسف شاهين على أنه رجلا نبيا وعسكريا لا يشق له غبار مع أنه كان قاتلا للاسرى ولا يملك ذرة شرف واحدة .
ثم تجد الكثير من المتصدرين للشأن العام يحقرون من قيمة وانجازات صلاح الدين الأيوبي ويشوهون سيرته بكل نقيصة.

للأسف نحن اصبحنا لا نعلم قيمة الذهب الذي نمشي ونعيش به وعليه !

 

التاريخ الاسلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق