صلاح منصور .. خريج المعهد العالي للفنون المسرحية سنة ٤٧ .. دفعته كانت بتضم ( شكري سرحان ، فريد شوقي ، حمدي غيث ، عمر الحريري ) ..

صلاح منصور .. خريج المعهد العالي للفنون المسرحية سنة ٤٧ .. دفعته كانت بتضم ( شكري سرحان ، فريد شوقي ، حمدي غيث ، عمر الحريري ) ..
زمايله كانوا بيشوفوه جبار التمثيل اللي هيكتسح السينما ، فريد شوقي لما سألوه مين أفضل ممثل في مصر قالهم صلاح منصور ، شكري سرحان مرة كتبله في أوتوجراف “إلي أعظم موهبة خرجت من معهد التمثيل” ..
لكن صلاح منصور أول فرصة نجاح جاتله بعد ١٥ سنة من التخرج وبعد ما تخلت عنه ملامحه الشابة ورشاقته البدنية بعد ما ترك السباحة ..

لما شافه صلاح أبو سيف في دور معين علي المسرح إندهش وخده ب دور سليمان صبي البقال في فيلم “بداية ونهاية” ، والدور الصغير دة جابله دور أكبر في فيلم “لن أعترف” ، إبتدت الأدوار تجيله لحد ما قال في مرة “أنا مش عارف ايه اللي حصل ولا ازاي حسوا فجأة إن أنا عبقري” !
لحد ما عمل دوره الأيقوني في “الزوجة التانية” اللي إرتفع فيه أجره من أربعين جنيه إلي ألف جنيه ..
كان حلم حياته إنه يعمل دور “عمر بن الخطاب” واللي لعبه في الإذاعة وناشد الأزهر إنه يسمحله بلعب الدور وقالهم “حتي لو التمن إني أعتزل بعدها” لكن محدش وافق ، ودة مشابه لموقف نور الشريف لما طلب من الأزهر الشريف إنه يقدم دور “الحسين” حتي لو هيعتزل برضو بعدها لكن محدش وافق ..
ولكن للأسف الشديد ملحقش صلاح منصور يسعد ب النجومية ، في سنة ٧١ تدهورت الحالة الصحية لأبنه هشام اللي كان عنده ٨ سنين واللي كان مصاب أصلا ب نقص في تكوين المخ والأعصاب وكان بيخليه من وهو طفل يصاب بحالات عصبية ومن وقت ولادته وهو بيلف بيه علي الدكاترة من غير فايدة وف نفس الوقت بيشتغل ب كثافة علشان يقدر يغطي مصاريف العلاج ومن غير ما يركز علي هجــ.ــوم النقاد إنه بيقبل أدوار أقل من موهبته ، لما الدكاترة قالتله إن إبنه ليه علاج في النرويج قدم إلتماس للرئيس أنور السادات علشان يعالج إبنه علي نفقة الدولة ، ولما سافر بعدها بريطانيا واجه صعوبات في العلاج ف عرف إن السادات بيقابل الجالية المصرية في زيارة فيه لندن ف راح وأصر إنه مايمشيش إلا لما السادات يمضي علي الورق ، لكن للأسف سنة ٧٤ إبنه تو.في وهو بيعمل جرا.حة بعد معاناة ١٠ سنين مع المر.ض ، فأصيب صلاح بأزمة نفسية شديدة ..
تدهورت صحته فيما بعد وكان في سباق مع الزمن علشان يأمن مستقبل عيلته بأي شكل يقدر عليه ، لكن أصيب بعدها بتليف في الكبد وسرطnl في الرئة ..
وهو علي فراش المــ.ــرض كان أخو صلاح جاي من شغله في الخليج وهو برضو كان مدرس مسرح وشايف صلاح بقاله ٣ شهور طريح الفراش في البيت ف حب إنه يخرجه من الحالة اللي هو فيها فحكاله إنه كان بيدرب الطلبة علي مسرحية هاملت وشاف طالب فكره ب صلاح اللي عمل الدور كتير من المرات ب مختلف المراحل ، بمجرد ما جت سيرة هاملت شعشع صلاح ودبت فيه الحيوية وقال لأخوه “انت عارف رغم اللي عملته في هاملت طول السنين دي .. لو عملته دلوقتي بعد الخبرة دي هضيفله لمسات تانية” .. فأخوه سخنه وقاله “يا صلاح انت عصرت الدور خلاص وجيبت آخره” ، ف قام صلاح معتدل في سريره وقاله “لا في سكة تانية ممكن ألعبه منها” .. وبدأ يقول مونولوج بتألق مدهش لكل اللي حواليه واللي حسوا منه خلال أدائه إن فيه أمل في شفائه .. مكانوش يعرفوا إن دي لحظة التألق الأخيرة لأن ربنا أراد إنه يرحل عن الحياة في اليوم التالي مباشرة عن عمر يناهز ٥٦ عام .