-بقلم الشاعر جهاد بلعوم
والحياة يا صغيرتي
تسكن بين تلك الأكف الصامدة
والأكف لا تصمت
الأكف تزرع الأرض عبيرا وهي طفلة
وحين تكبر تحتضن وجوه الصغار
الأكف يا صغيرتي أقوى من أن تُهزم
أو تموت
أتعلمين يا حبيبتي
جربي مرة أن تُصفقي لتلك العصافير
التي تغني على شباك الدموع
سترينها تركض بعيدا ثم تعود
فالعصافير لا تتذكر الصوت
ولا تخاف منه
العصافير لا ترحل
العصافير تهاجر فقط
وتعود حين تصمت السماء عن البكاء
العصافير أقوى من أن تُهزم
تماما كتلك الأكف الصامدة
تصفق للفرح عند الفجر
وتحمل نعش الغروب
حين يحل المساء
الحياة يا صغيرتي
تسكن بين تلك الأكف الصامدة
تتشنج قبل الضوء وبعده
وتتمدد عقب كل صلاة عيد
إنها مثل تلك الشجرة
التي تسكنها العصافير
تتمايل من شدة الريح
وتقف صامدة في الصحراء
تغرد وهي عطشى
وتصغي لأحزان الريح
حين تصرخ غيمة يتيمة
الحياة يا صغيرتي
مادامت تنوي البقاء
فستزرع الأرض عبيرا وهي طفلة
وحين تكبر تحتضن وجوه الصغار
جربي مرة أن تصفقي للفرح
سترينها تركض بعيدا ثم تعود
لتسكن ثانية تلك الأكف الصامدة
________________
الأكف المرتجفة
جهاد بلعوم