وجه فضيلة الشيخ رائد صلاح رساله قيمه ومهمه لعلماء الدين لهذه الامه , وكذلك يجب ان تكون هذه الرسالة موجه أيضا الى ائمة المساجد في بلادنا , فان صلح علماء الدين لهذه الامة صلح المجتمع , واليوم الكثير من علماء الدين في عالمنا العربي باعوا ضميرهم للشيطان واصبحوا علماء دين للسلاطين حيث يفتون ويفسرون الدين بما بخدم مصلحة وسياسة السلطان , وهذه الرسالة جاءت في الوقت المناسب حيث تتعرض المجتمعات العربية في الوطن الكبير وفي بلادنا وبالذات معشر الشباب لغسل دماغ وبث انصاف حقائق وافلام تمس الحياء والدين والعادات والتقاليد , والتي تنشر بواسطة اليوتيوب والانترنت ومحطات التلفاز الهابطة , ولذا هناك مسؤولية تقع على علماء الدين لهذه الامة وكذلك على رجال الدين وهي حفظ المجتمعات من اي خلل وتأثيرات وظواهر سلبية التي تأتي من الخارج وذلك بالوعظ والارشاد من خلال دور العبادة , فالحرب التي يشنها اعداء الامة لم تعد فقط بالطيارات والمدافع والصواريخ بل اصبحت اليوم ببث السموم القاتلة والمعلومات المضللة للشباب بهدف زعزعة الثقة بينهم وبين عقيدتهم وكذلك تخريب عقولهم وابعادهم عن موروثهم الحضاري , وعلى علماء الامة تحصين جيل الشباب بالعلم والمعرفة والتثقيف والوعي والانتماء والولاء الى مجتمعاتهم وبناء السور الواقي حولهم لحمايتهم من كل هذه الظواهر والمؤثرات السلبة , لننهض بمجتمعاتنا الى الامام , ومن هنا ينبع همية دور رجال الدين بالحفاظ على المجتمع من الاخطار التي تهدده ,فهناك أهمية لتعزيز القيم الدينية والدنيوية والمعايير الاجتماعية خاصة في هذه الأيام التي تمر بها مجتمعاتنا من تغير جذري في نمط الحياة نتيجة الثورة التكنولوجية والانفتاح للعالم الخارجي والتأثير بقشور الحضارات الأخرى ,وكذلك ضعف صلاحيات الاب وانشغال الاهل بامور كثيرة الهتهم عن التربية الاسرية السليمة بل أدت الى اهمال تربوي , وكذلك تخلي المدارس عن الدور التربوي والتركيز على التعليم فقط , كل هذه العوامل والمسببات وغياب التربية الاسرية الصالحة والارشاد والتوجيه التربوي والوطني أحدثت تغيرات اجتماعية وتعثرات ادت الى اختلاط الحابل بالنابل , وبهذه الظروف من المفضل ان يبرز دور رجال الدين بالوعظ والإرشاد وتحصين النشء بخطب الجمعة والمواعظ الهادفة لما لها من تأثر على المصلين الذين يأتون يوميا دور العبادة وحثهم على الاستقامة وتربية أولادهم تربية صالحه ,وليس التحدث بخطب متكررة بعيدة عن الواقع وهموم الحياة اليومية.
لذا نهيب برجال الدين في مجتمعنا في البلاد من الطوائف الثلاثة , مسلمون وموحدون ومسيحيون التطرق في خطبهم ومواعظهم في دور العبادة الى الاهتمام بموضوع التربية الاسرية ومطالبة الاهل بالحفاظ على أولادهم من خطورة الألعاب الالكترونية والادمان عليها والحفاظ على أولادهم من خطر استعمال المخدرات ومن كل اخطار الظواهر السلبية في المجتمع لما لها من تأثير سلبي على عقول ونفسيات الأبناء .
الدكتور صالح نجيدات
