مقالات

كتاب عصور في فوضى لإيمانويل فليكوفسكي


كتاب “عصور فى فوضى” تأليف الكاتب الصهيوني ايمانويل فليكوفسكى، وترجمته مجموعة من المترجمين المصريين مرفقا برؤى نقدية للناشرين … وفليكوفسكى هذا يهودي روسي ولد عام 1895، وتخرج فى كلية الطب جامعة موسكو في العام 1921، وأقام في فلسطين من سنة 1924 الى 1939.

وكتاب “عصور فى فوضى” هوببساطة محاولة لتهويد التاريخ وبتزويره، بالعمل على ضبط مسلسل أحداث التاريخ المصرى، مع إيقاع التاريخ الإسرائيلي الذى يقف بلا شواهد تاريخية تؤكد مصداقيته، في محاولة لتثبيت المرويات التوراتية، والتى ترنحت في مطلع القرن 19 بعد تطور أساليب التنقيب الأثرى، وحل شيفرة ورموز كتابات الحضارات الشرقية القديمة، مثل الهيروغليفية والمسمارية، والأبجدية الكنعانية والارامية.

محرر العمل رضا الطويل، يرى أن محاولة تهويد رموز الحضارة المصرية مستمرة كتلك المتعلقة بمحاولة تهويد أهرامات الجيزة، بالزعم بان اليهود هم الذين بنوها، وهذا الزعم ليس أكثر من ثرثرة، الا أن الأمر مختلف مع ايمانويل فليكوفسكي، فهو يضع نظرية متكاملة لتهويد التاريخ المصرى القديم، وتاريخ الشرق الأدنى القديم بشكل عام ، بدأها بكتاب ” أوديب وأخناتون” الذي حاول فيه تشويه عقيدة التوحيد، بإغتيال شخصية إخناتون

وفكرة فليكوفسكي في “أوديب وإخناتون”، هي أن أخناتون تولد لديه شعورعدائي تجاه أبيه وارتباط قوي بأمه، وما إصلاحاته الدينية سوى ترجمة لشعورمرضي مكبوت، ويمضي فليكوفسكى بالكذب والتدليس لتشويه إخناتون بالقول، بأنه لم يشته أمه فحسب، بل زنى بها، وبهذا فإن فليكوفسكي حول إخناتون من ثأئر دينى يدعو للتوحيد، الى مجرم قتل أباه ليزنى بأمه، وأنه عندما استنكر كهنة آمون سلوكه “المشين” هذا، أعلن الثورة عليهم وعلى ديانة آمون التي كانوا يعبدونها !

وبإعادة ترتيبه التسلسل الزمني للتاريخ القديم في كتابه “عصور فى فوضى”، فإن فليكوفسكي يزعم بأن الإسرائيليين، لم يعتبروا أنفسهم شعباً حرا الا بعد أن دمرالملك داود الهكسوس، إثر حصار جيوشه مدينة “شاروهين” في النقب جنوب فلسطين، ودام حصاره لها ثلاثة أعوام، الى أن تمكن قائد جيشه “يوآب” من إختراق أسوار المدينة، وبهذا تمكن الإسرائيليون من سحق الهكسوس وإبادتهم وتخليص الشرق من طغيانهم ، بحسب الخرافة التوراتية.

كتاب فليكوفسكي الذي دعمت الصهيونية انتاجه ونشره، يدعي تزامن فترة ملوك الأسرة الثامنة عشرة المصرية مع ملوك المملكة الإسرائيلية، فعصر أحمس الأول يتزامن مع عصر شاؤول وداود ، وعصر حتشبسوت هو عصر سليمان، وعصر تحتمس الثالث يتزامن مع عصر رحبعام بن سليمان، الا أن ما فضح هذا الكذب والتدليس، أن ملوك بنى إسرائيل عاشوا فى القرن العاشر قبل الميلاد، بحسب التقويم التاريخي اليهودي، أما طرد الهكسوس على أيدي أحمس الأول تم في القرن السادس عشر قبل الميلاد، مما يترك فجوة مقدارها ستة قرون تعجز حسابات فليكوفسكى التزويرية عن ردمها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق