شعر وشعراء
لستُ سوّاحًا وضيفًا / حسين جبارة
جاءني يبغي رحيلي واجتثاثي من جذوري
من كرومي وحقولي
من هضابي وسهولي
جاءني ينفي وجودي من بلادي
يدًّعي أنّي دخيلٌ وغريبٌ
لستُ أصليَّ انتماءٍ رغمَ آلافٍ مضتْ
ليستْ حِسابًا في عدادٍ لامتدادي
جاء يمحو بصماتي
بَسَماتي وسِماتي
رغمَ آلافٍ قضاها
خلفَ بحرٍ مُدْلهمٍّ تحتَ حكمٍ عنصريٍّ
وعَناءٍ كم يقاسي
في فضاءاتِ اسودادِ
شتّتَ الأرحامَ قهْرًا
لافتراشِ الأرضِ صبّارًا وصخرًا
لالتِحافِ العُريِ قُرًّا أو سَمومًا
دونَ ماءٍ ودواءٍ دونَ زادِ
كانَ محكومًا مُهانًا
وسجينًا قد خلا ذنبًا وإثْمًا
يتلوى يتردَّى من دساتيرِ اضطهادِ
قاومَ الغاشمَ سرًّا ثمَّ جهْرًا
بنضالٍ يرتئي حقًّا وشرعًا
قدَّسَ التحريرَ يدعو للمُرادِ
في دياري طافَ يبغي طردَ طفلٍ وعجوزٍ
ناسيًا آلامَ روحٍ
حينَ عانى قصمَ ظهرٍ
عادَ يطغى حارِمًا غيرًا نضالًا
عرّفَ المنكوبَ ارهابًا وعنفًا
والضّحايا
ناعتًا وحشَ العبادِ
نادتْ التوراةُ تدعو لسلامٍ وتآخٍ
ذكّرتْ شعبَ المنافي
بظلامٍ ذاقَ حينًا
في بلادِ الشوكِ تُملي بالقتادِ
جاء يُنهي ذكرَ جَدّي وأذانًا لصَلاتي
نازعًا مني اعتزازًا بِصِلاتي
مُغلقًا أبوابَ قدسي
مُلغيًا تاريخَ أيامِ الرشادِ
لستُ سوّاحًا وضيْفًا
بل مُقيمًا وأميرًا
لستُ طيرًا عابرًا أرضًا وبحرًا
في شتائي أو بصيفي
إنّني الزيتونُ جذعًا وثباتًا
سنديانٌ بصمودي وعنادي
بعهودي، كانَ إيماني عتادي
حسين جبارة شباط 2022