عواصم ثقافيه

معالم واثار فارسية في آسيا الوسطى.

كان الفُرس شعباً مُترحّلاً هاجر من آسيا الوسطى إلى غرب آسيا في حوالي سنة (1200 قبل المـيلاد)، وهاجرت معهم قبيلة مُترحلّة أُخرى تدُعى الميديّـين في حوالي القرن الـ7 قبل الميلاد، واستقرّ الفُرس في جنوب إيران الحاليّة، بينما إستقرّ الميديّون في شمال غـرب إيران، وقـد أسّس الفُرس إحدى أكبر وأقوى الإمبراطوريّات في التاريخ، وقد حكمت الإمبراطوريّة الفارسيّـة الأولى التي عُرفـت بالإخمينيّة في إيران الحاليّة، والكثير من مناطق الشرق الأوسط.

أصبحت بلاد فارس مركـز وموطن الإمبراطوريّة الفارسيّة، وقد شملت مناطق إيران الحديثة وأفغانستان، وأجزاء من بلاد إفريقيا، وأوروبا، وجـنوب غـرب آسيا، حيث كان يحدّ الموطن الأصلي غرباً نهر دجلة، وجنوباً الخليج العربيّ.

حكم الميديّون بلاد فارس في حوالي سنة 600 ق.م تقريباً، وقاموا بالإنضمام إلى البابليّين في تحالف مُشترك للاستيلاء على نينوي عاصمة آشور، وأسَّسوا الإمبراطوريّة الميديّة، ثُمّ جعلوا من إكباتان، بمُحافظة همذان حالياً، عاصمةً لهم.

قام الملك الميدي الأول ديوسيس بتوحيد كُلّ الميديّين حين حاول الآشوريّون غـزوهم، وأصبح ملكاً لجميع الميدييّن بين سنوات (678 – 665 قـبل الميلاد)، وبعـد وفـاته أصـبح إبنه فراورطس ملكاً، وبعد وفاته هاجم السكوثيّون الإمبراطوريّة الميدية، وكانوا شعباً مُترحلاً من سيثيا، ولكن تمكّن صخرس إبن الملك فراورطس من قتل الحاكم السـكيثي وأصبح ملكاً على الميديّين، وقد وصلت الإمبراطوريّة الميديّة إلى أوجها أثناء حـكمه، وبعد وفـاته تـوّج إبنه أسـتياجيس ملكاً، وكان أخر الحُكّام الميديّين.

ملحوظة: أطلق الميديّون والفُرس على منطقتهم الشاملة أرض الآريّين، وقد اشتقّت كلمة إيران من تلك التسمية.

أسّس كورش الأكبر المملكة الإخمينيّة سنة (550 ق.م)، وكان كورش حفيد المـلك الميدي أسـتياجيس، ولكن كورش حينما وصل إلى سنّ الرجولة، ثـار على جده واستولى على مملكته، ثُمّ سرعان ما وسّع مملكته بغزو عِدّة مناطق من جنوب غرب ومن وسط آسيا وأوروبا، ومناطق مُطّلة على البحر المتوسط، وأيضاً وادي الهند بالشرق، أصبحت مملكته أكبر مملكة عرفها العالم في ذلك الحين.

كانت دول الإغـريق الأيونـيّة هي أولى المناطق التي أضافها الإخمينيّون إلى الإمبراطوريّة الحديثة لهم، وبعد أن استولى كورش على هذه الدول حوّلَ انتباهه تجاه بابل، وكان شعب بابل غير راضـين عن حاكمـهم نبونـيدس، فأعطى ذلك سبباً لكورش ليستولي على دولتهم ..

لقد خـضعت الكثـير من الدول والممالك بدون قِتال حيث لم تكُن الشعوب والجـيوش تمانع في سيطرة الإخمينيّين عليها، وأتمّ كورش غزو بابل في أكـتوبر 539 قبل الميلاد، واحتجز الملك نبونيدس، وبعد غزو بابل أعلن كورش نفسه ملك بابل، وملك سومر وأكـاد، وملك جـهات العالم الأربع، وقام بتدوين هذا الإعلان بالخطّ المُسماريّ الأكادي على اسطوانة غضاربة تُعرف بـ(اسطوانة كـورش–Cyrus Cyli)، وماتـزال بقايا هذه الأسطوانة محفوظة في المتحف البريطاني.

– في الصورة لوحة بعنوان: «غزو بابل على يد كورش الأكبر عام 539 قبل الميلاد»، يرجع تاريخ اللوحة إلى عام 1881م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق