قبْلكِ لم أعرفْ أنَّ ببلدي هذا السِحْرْ
فيها غِيدٌ بالحسْنِ يُنافِسْنَ البدرْ
ما كُنْتُ خبيراً سيِّدتي بالأمْرْ
وعرفتُ بأنَّ الغيدَ بها،قد فُقْنَ جمالاً حوريَّاتِ البحرْ
—
لكِ محبوبةَ قلبي كلَّ الوقتْ
منذُ الآنَ وحتَّى الموْتْ
يا امرأة في يوْمٍ قالتْ لي
أحبَبْتكَ دونَ رجالِ مدينتا أنْتْ
وبِفرحٍ ما قالتْهُ أنا اسْتقْبلْتْ
—
حبيبتي، أجملُ الورودْ
جمالها بلا حُدودْ
وأينما تمرُّ عِطْرها
على الورى يَجودْ
—
بينَ اللحظةِ واللحظةِ أشتاقْ
لحبيبٍ يسْكُنُ في الأعماقْ
هوَ لي طيلةَ أيَّامي
مائي وهوائي والترياقْ
—
جُنَّ جْنوني لوْلاهْ
تفْتنني عيْناهْ
آهٍ بعدَ الآهْ
لو يوْماً ألقاهْ
نتعانقُ ساعتها
أرواحاً وشِفاهْ
—
بدَلَ كؤوسِ الخمْرْ
أُسْكِرها بالشعرْ
وإذا داخَتْ ساعتَها
تُمْطرُ قٌبلاتي الثغْرْ
—
فكيْفَ إذا كان قلبي اصْطفاهْ
وطابَتْ بِقُرْبِ حبيبي الحياهْ
تقولونَ لو غِبْتُ عنْهُ لشهْرٍ
بأنَّ فؤادي أخيراً سَلاهْ
فواللهِ لو أنَّ قلبي جَفاهْ
لَجِسْمي احْتِجاجاً بعيداً رَماهْ
—
القلبُ إليْكِ ومنذُ البدءِ يَميلْ
وإذا قدَّمَ أشواقاً ملءَ البحرِ يظلُّ بخيلْ
حتَّى لو أضْعافاً قدَّمَ لكِ سيِّدتي
سيظلُّ عليْكِ قليلْ
—
وإذا قدَّمَ إثْنانِ لكِ المَهْرْ
الأوَّلُ قدَّمَ تِبْرْ
والثاني قدَّمَ أبْياتاً مُبهرةً منْ شِعْرْ
وَقيلَ اخْتاري،بِيَدِكِ الأمْرْ
قالتْ أختارُ الثاني
فالشعْرُ بهِ الإحْساسُ
وبهِ ينْشرِحُ الصدرْ
وفؤادي ليسَ بِقَفْرْ
فجميلُ الأشعارِ بهِ
يُنْبتُ جتَّى الزهْرْ
—
سيِّدتي أسعى كي أدخُلَ جنَّاتِ الرحمنْ
لكنَّ جمالكِ قد يرْميني في النيرانْ
وأنا الآنَ على الأعْرافْ
لا أدْري ما أفْعلهُ،فأنا سيِّدتي حيْرانْ
—
هيَ أنثى وأنوثتها فوْقَ العادَهْ
والسحرُ عنِ المألوفِ زيادَهْ
يٌبْهَرُ مَنْ يلْمَحُ وَجْهكِ سيِّدتي
فيَخالُ بأنَّ شريطاً عنْ حورِ الجنَّةِ
قد مَرَّ بِخاطِرِهِ وَيُريدُ إعادَهْ
—
كالورْدةِ فوْقَ الغُصْنْ
مِنْها فاحَ العِطْرْ
مَنْ تلكَ تكونْ
أمْ في ذلكَ سِرّْ
لم أبْصِرْ هذا الحُسْنْ
واللهِ بِطولِ العٌمْرْ
—
يشتاقُ الفارسُ للمهْرهْ
لا ينساها إنْ كانتْ حرَّهْ
فيكونُ الشوْقُ لقُبْلتها ناراً
تكوي الشفتيْنِ كما الجمْرهْ
—
اتغزلُ بالعيْنيْنْ
وبنارٍ في الشفتَيْنْ
وبوردٍ جوريٍّ
يطْلعُ في الخدَّيْنْ
—
نظراتكِ سيْفٌ يجْرحني
أرجوكِ دَعيها ترْحمني
فأنا أعشقها سيِّدتي
حتَّى لو كانتْ تؤلمني
—
يا امرأةً عشقكِ يُنْعِشني
يُعْطيني القوَّةَ في بدَني
فيتامينٌ قٌبُلاتكِ سيِّدتي
وَهواكِ كنَبْضي يَسْكنني
—
أخافُ عليْكِ إذا مَسَّ وجهكِ حتَّى النسيمْ
فخَوْفي عليْكِ جديدٌ قديمْ
ولو كُنْتُ أقْدِرُ خبَّأْتُكِ جُوَّا الضلوعْ
وَعِشْتُ وإيَّاكِ فوْقَ الغيومِ وبينَ النجومْ
—
قلبي حقَّاً يرْتاحْ
لو شاهدْتكِ كلَّ صباحْ
أو لو حتَّى بمَنامي
طيْفُكِ لي موْلاتي لاحْ
—
يا خَدَّا كالتفَّاحْ
قُبْلتهُ تَشْفي همَّاً وجِراحْ
لو أحمِلُ هَمَّاً وزْنَ جِبالْ
وأرى عيْنيْكِ سأرْتاحْ
—
الهجرُ طالَ وعندي الشوْقُ يعْتمِلُ
فَلِمْ فؤادكِ عنِّي الآنَ مُنْشغِلُ
في كلِّ يوْمٍ إذا لم تُسْكِني وجعي
فيَّ المرارةَ كالنيرانِ تشْتَعِلُ
—
وأنتِ علاجُ الجَرْحْ
وأنتِ ضياءُ الصُبْحْ
والشَعْرُ المفرودُ على صدْرِكْ
كمِثْلِ مُروجِ القمْحْ
—
لو قالتْ لي عيناكِ تَعالْ
سآتيكِ سريعاً مثلَ خَيالْ
وسأسرعُ للقاها حتَّى لو
سِرْتُ على جمْرٍ دونَ نِعالْ
—
لسواها أشعاري لم تٌمْطرْ
والقلبُ يقولُ عليْكَ بأنْ تَكْتُبَ أكثرْ
لن تٌوُفِيها ما أعْطتْكَ وْلوْ
جفَّ وأنتَ لها تكْتٌبَ حبْرُ البحْرْ
—
فأجَبْتُ القلبَ أنا دوْماً تحتَ الأمْرْ
أعرفُ أنَّ الأشواقَ لديْكَ كمِثْلِ الجمْرْ
فَابْشِرْ،فأنا سأخطُّ لها أشعاراً كي ترضى
تفْعَلُ بالمحبوبةِ فِعْلاً لم تفْعلْهُ بأحدٍ
مِنْ قبْلُ كؤوسَ الخمْرْ
—
الحبُّ عذْبٌ أو عذابْ
عسلٌ بأحيانٍ وأحياناً
يُجرِّعْكَ المرارةَ في الشرابْ
قد فيهِ تبقى في النعيمِ
معَ الحبيبِ
وإنْ فشِلْتَ تعيشُ عمْركَ
في مرارٍ واكْتئابْ
—
لو كُنْتُ أعرفها بأيٍّامِ الشبابْ
لَما تَرَعْتُ مليئةً كأسَ العذابْ
وٍلَعِشْتُ في بلدي كريماً لا
أعاني ما أعاني في بلادِ الإغْترابْ
—
القلبُ مِنْ نارِ الجوى
وحرارةِ الشوْقِ اكْتوى
لو كُنْتُ أعرفُ نارهُ
لأٍدَرْتُ ظْهري للهوى
—
أنتِ اللتي اختارَ الفؤادُ مِنَ الحسانْ
لا تسأليني كيفَ أنتِ اجْتزْتِ ذاكَ الإمتحانْ
للقلبِ رؤيتهُ ومنذُ الَّلحظةِ الأولى أرادكِ
دونَ غيْرِكِ بينهنَّ
وَفازَ يا أحلى الأماني بالرهانْ
—
أشتاقُ فيسرعُ قلبي للقاها مثل البرقْ
لو تدري ما يحملهُ قلبي مِنْ شوْقْ
لو تتحوَّلُ اشواقي ناراً لاحْترقتْ بلدانُ
الغربِ كذاكَ الشرقْ
أهواكِ،ولو كانَ الحبُّ قيوداً لا أبغي العَتْقْ
فاحتَضني خصْري عندَ لِقانا بذراعيْكِ وٍشِدِّي الطوْقْ
يا امرأةً أهواكِ كثيرًا ،،والآنَ أقولُ الصِدْقْ،،
آهٍ مِنْ عشقٍ يُدْخلني الجنَّةَ أحيانًا،وبأحيانٍ للنارِ
فتكويني ولذلكَ أعرِفُ ألمَ الحَرْقْ
—
وسافرْتُ شرقاً وغرْبا
فزِدْتِ مِنَ القلبِ قُرْبا
وقابَلْتُ أحلى الصبايا
ولكنَّ قلبيَ ما ضلَّ درْباً
وظلَّ وفِيَّاً،بلِ ازْدادَ
شوْقاً وحبَّا
—
إليْها أشدُّ الرحالْ
لأجْنيَ بعضَ ثمارَ الجمالْ
وأدْنو منَ الثغْرِ شيئاً فشيئاً
ولو قُبْلَتَيْنِ ويربو أنالْ
ففيها منَ السِحْرِ ما فاقَ حتَّى الخَيالْ
وَلَسْتُ بِشعْري أوَصِّفُ صدْرَ الحبيبِ
فإغْراءُ ذاكَ يُزلزلُ حتَّى الجبالْ
—
هرمْنا ،ولكنْ لنا افئدةٌ كالشبابْ
ونبضُ الفؤادِ قويٌّ،إذا غمزَتْهُ الصبايا استجابْ
يَقُلْنَ خبيرٌ ويطْلبْنَ منهُ الإيابْ
وعنهْنَ أنْ لا يُطيلَ الغيابْ
—
جمالُ عيونِها هالَهْ
وأشْغلَ جُمعةً بالهْ
وشوْقُ الثغرِ هيَّجَهْ
ولكنْ صاحبي طالَهْ
سألتُ الإسمَ في غنْجٍ
أجابتني أنا هالَهْ
—
فإذا السهمُ رماهْ
أنتَ للقلبِ دواهْ
يشهَدُ الَّليْلُ حبيبي
كم فؤادي قالَ آهْ
فأنا أهواكَ ولكي ألقاكَ
كم أدعو الإلهْ
—
لها أرسلتُ آلافَ التحايا
فَباهَتْ في مُراسلتي الصبايا
لقد رفضَتْ كبارَ القوْمِ حبِّي
ورغمَ الفقرِ ما اخْتارٍتْ سِوايا
فَردَّتْ أنتَ أغلى الناسِ عندي
وأنتَ حبيب قلبي بلْ مُنايا
لغَيرِكَ لم يَبُحْ بالعشقِ قلبي
وٍهذا السرِّ لا تكْشفْ رَجايا
وٍرْغماً عنْكَ قد يبدو هَواكا
وَتَكشفُ لهْفةُ الٌّلقْيا الخبايا
فبُعْدكَ يا حبيبَ القلبِ دائي
وٍقُربكَ فيهِ يا حبِّي دَوايا
سوى الأشعارِ لا أبْغي بتاتاً
مِنَ المحبوبِ ما عشْنا هَدايا
فبَيْتُ الشعْرِ منْكَ يفوقُ عندي
كنوزَ الأرضِ تحْمِلها المَطايا
أحبُّكَ لو لقلبي مِنْ لِسانٍ
لَأذْهَلَ مَنْ أحبُّوا بالحَكايا
ولو نيرانُها الأشواقُ فاضَتْ
وَألْقَتْ ما تخبؤهُ الحَنايا
ولو للشوقِ تجْسيمٌ ،لحِرْتُمْ
بما يوْماً ستعْكسهُ المَرايا
وسوفَ يُقالُ أينَ جميلُ مُنْهُ
وعنترةٌ وقيْسٌ والبقايا
فلو كانوا لٍأنْزلَهمْ هَوانا
مِنّ العرشِ المؤبَّدِ للزوايا
وسوْفَ يُقالُ لم نسمعْ بِعْشقٍ
حرارتهُ كجَمْرٍ في الحشايا
ألَا فلْيعْلمِ العشّاقُ أنَّا
لِصوْنِ العشقِ نقْحَمُها المَنايا
ونحمي بالسيوفِ حياضَ عشقٍ
كما تُحْمى بها كبرى القضايا
أنا من يشهد العسْاقُ أنِّي
بِعِشقيَ ما اقْترٍبْتُ مِنَ الدنايا
فبعضٌ الناسِ شوَّهَ كلَّ عشقٍ
فجَرَّ على الكثيرينَ البلايا
أنا لو صنَّفوا العشّاقَ يوْما
لَصُفَّ جميعُ مَنْ عشقوا وَرايا
فَصِيتي في الهوى بلغَ الأعالي
وصارَ مِثالَ تضْربهُ البرايا
————————————–
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح