علينا ان نبكي كثيرا عندما يموت الآباء والأجداد حيث معظمهم قضى نحبه , ليس فقط لأنهم ماتوا وفارقونا , فالموت حق على كل إنسان , وكل نفس ذائقة الموت , ولكن نبكي عليهم لأنهم كانوا ركائز استقرار المجتمع وأمنه وأمانه , كانوا ملح الأرض , كانوا مغاليق للشر ومفاتيح للخير , حافظوا على السلم الأهلي في بلداتهم دون وجود ذكر للشرطة , وأي مشكلة كانت تحدث في بلداتهم كانوا يحلوها على الفور وبأسرع وقت ممكن لمنع تفاقم المشكلة وفقا للعادات والتقاليد حيث كانت هذه العادات قانونا غير مكتوب نظم العلاقات بين الناس وشكل معايير اجتماعية وقوانين رادعة لكل من تسول له نفسه بارتكاب الجرائم .
نبكي عليهم لانهم عرفوا كيف يربون أبنائهم التربية الصالحة حسب الفطرة ومعظمهم لم يكن متعلما , ربوهم على التقوى ومخافة الله , وعلى الشهامة والمروءة والنخوة والاحترام للكبير واحترام الجار والجيرة , واحترام قدسية الحياة ,واليوم الكثير من الأسر العربية لا تحسن تربية أبنائهم , وحل مكانهم جهاز البلفون واليوتيوب والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية على أنواعها وأصبحت هي المربي الحقيقي لهم , وأصبح الكثير من الأبناء يتصرفون بعيدا عن القيم والعادات وموروثهم الحضاري ,وساد العنف والقتل والفوضى من الجليل شمالا حتى النقب جنوبا واصبح مجتمعنا موبوءا بالعنف .واصبح الكثير من أبنائنا الذين فشلنا بتربيتهم يعيثون الفساد في المجتمع ويفضلون الربح السهل بالاتجار بالممنوعات , راكبين السيارات الفارهة ويشكلون قدوة سلبية لغيرهم من الشباب , وانتشرت المخدرات بين الشباب دون أي رادع ولا يوجد وقاية وعلاج من قبل المؤسسات الرسمية ولا تأثير للأهل على أبنائهم ,مما زاد الطين بله , فاندثرت القيم والاخلاق وأصبحت الحياة لا تطاق , والاتي سيكون اصعب بغياب واهمال التربية الاسرية الصالحة .
الدكتور صالح نجيدات