اسمع كثيرا عن عنف الآباء على أولادهم , وعنف بعض الأزواج على زوجاتهم , وللأسف هناك نسبة عالية من الأزواج الذين يضربون زوجاتهم ، مقلدين بذلك آباءهم يضربون امهاتهم , والطفل ينشأ على ما يرى , فالأب الهادئ الحليم الرقيق يشع في الاسرة كلها الرحمة والرقة والحلم , والأب العنيف القاسي الذي يعلو صوته , يشيع في أسرته العنف والقسوة وارتفاع الصوت والتوتر ويقلب حياة أسرته في البيت الى جحيم لا يطاق .
يجب على الاب أن يكون في بيته رحيما , وينبغي أن يكون البيت مشبعا بالرحمة والمودة والالفة والمحبة والتسامح , لقد طفح الكيل بالسلبيات والعنف العائلي , وبالذات عند الطبقة الفقيرة غير المتعلمة , عنفهم شديد تجاه المرأة وتجاه الأطفال , والضعفاء الذين لا سند لهم . عنف الاب يؤثر سلبا على نفسية اولاده وزوجته ، وضحايا العنف عند صغرهم يجعلهم عنيفين عند كبرهم , وكم من امرأة تعيش القهر المدمر في ظل زوج عنيف وقاس لا يرى لها حقا ولا احتراما , ولا يقيم لها وزنا , زوج متوحش وعنيف , ولكني لا اريد أن اعمم فالتعميم أعمى كما قالوا.
ايها الاب , ايها الزوج , احترم زوجتك فهي ام اطفالك وهيّء لها الامن والأمان والاطمئنان وكن سندا لها ,حاور اطفالك , كن صديقا ورفيقا لهم , علمهم ولا تعنفه , استمع الى شكواهم , تحسس حاجاتهم , اجلس معهم لا تجعل بينك وبينهم حواجز , لا تجعلهم يرتعدون منك خوفا عند دخولك للبيت , عليك اشاعة الكلمة الطيبة الهادفة , والكلمة الطيبة صدقة , زوجتك واولادك امانة في عنقك ,وليكن قول الله عز وجل دائما نصب عينيك :” لا تكن فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ,” فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
الدكتور صالح نجيدات
