إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال

التهاب الأمعاء.. تطور في العلاجات وحقن تحت الجلد ستغير حياة المرضى

بالرغم من الإحصاءات تشير إلى أن الحالات التي تم تشخيصها بمرض التهاب الأمعاء ترتفع سنوياً مع تزايد الحالات أيضاً في العالم العربي، يتطور المشهد العلاجي بسرعة في ذات الوقت، مع وجود آليات متعددة في طور الإعداد ومنها الأدوية تحت الجلد التي ستحد من التأثير المجتمعي السلبي والمرتفع على المرضى.

للحديث أكثر عن مرض التهاب الأمعاء، الفرق بينه وبين أمراض هضمية أخرى مثل داء كرون، والعلاجات الحديثة التي تسهم في تغيير حياة المرضى المصابين بهذا المرض، كان لموقع “هي” لقاء مثمر مع الدكتور أحمد الجزار، استشاري ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، للحديث عن هذه النقاط كلها بإسهاب.

التهاب الامعاء هو نوع من الالتهابات يتمثل بداء كرون
التهاب الامعاء هو نوع من الالتهابات يتمثل بداء كرون

ما هو مرض التهاب الأمعاء ونسبة انتشاره في العالم والامارات

يتضمن التهاب الأمعاء نوعين من الإلتهابات، هما القولون التقرحي وداء كرون. وفي حين يصيب الأول القولون حصريًا، يصيب داء كرون الأمعاء من الفم حتى نهاية القولون والفتحة الشرجية. ويُعتبر كلاهما التهاب أمعاء مناعي يُسبب الكثير من الأعراض في الجهاز الهضمي وخارجه. وتبلغ نسبة حدوثه في العالم من 10 إلى 15 حالة لكل 100 ألف شخص.

ما الفرق بين دار كرون والتهاب القولون التقرحي

داء كرون هو التهاب أمعاء مناعي يصيب أجزاء الجهاز الهضمي كافة من الفم إلى المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والقولون، أي جدار الأمعاء بالكامل بطبقاته الثلاث المخاطية والعضلية والمصلية. لذلك يُسبب مضاعفات مثل البواسير والخراجات والتضيقات.

أما التهاب القولون التقرحي فيصيب الطبقة الداخلية فقط من الغشاء المخاطي من القولون، لذلك لا يُسبب البواسير وإنما تضيقات فقط. وفي حال لم يتم السيطرة عليه في غضون 8 سنوات قد يتطور ليحدث سرطان القولون. 

هذا ويتسبب كلا المرضين بأعراض خارج الجهاز الهضمي، تتمثل بالتهاب المفاصل الرثوي أو إصابة العينين والجلد الكبد وغيرها من الأعضاء.

ما هي أسباب مرض التهاب الأمعاء

لا تزال أسباب المرض غير معروفة، لكنها غالبًا ما تكون وراثية ومناعية. كما تلعب العوامل البيئية دورًا وذلك من خلال الغذاء الذي يتناوله الإنسان، لذلك نسبة الإصابة بالتهاب القولون التقرحي وداء كرون ترتفع في الإمارات نتيجة دخول الأطعمة السريعة إلى المائدة الخليجية. وثمة أسباب تتعلق بالجراثيم الموجودة بشكل طبيعي في جسم الانسان، بالإضافة إلى أسباب أخرى منها التدخين الذي يؤثر سلبًا على المريض ويؤدي إلى تدهور حالته. 

ما هي التأثيرات المجتمعية السلبية للمرض على حياة المرضى وعملهم

يصيب هذا المرض الأطفال في السنة الأولى من عمرهم وصولًا إلى المسنين، وغالبًا ما تحدث الإصابات في العقدين الثاني والثالث، لتنحدر بعدها هذه النسبة قليلًا وتعود لترتفع في العقدين الرابع والخامس.

وقد أُثبت أن للمرض تداعيات سلبية جدًا على حياة المرضى، كونه ينعكس على دراسة الأطفال وذهابهم إلى المدرسة ثم إلى الجامعات، وكذلك ينعكس على المرضى الموظفين كونه يحد من قدرتهم على الذهاب إلى العمل بسبب الإختلاطات التي يمكن أن تحدث نتيجته، فضلًا عن أنه يتطلب من المريض الذهاب المتكرر إلى العيادات والدخول إلى المستشفى، الأمر الذي يؤدي الى زيادة العبء الثقافي والإجتماعي والمادي على المرضى والدولة.

وبعد إجراء دراسات مكثفة حول هذا الموضوع، تبين أن للمرض تداعيات سلبية على نفسية المريض، حيث تزداد نسبة الإكتئاب والقلق لديه.

هل يصاب الأطفال بهذا المرض وكيف يؤثر عليهم

بالطبع، يُصاب الأطفال بأعمار مبكرة بالتهاب القولون التقرحي وداء كرون، إذ أن أول حالة تم اكتشافها كانت لدى طفل بعمر 9 أشهر، وتزداد نسبة الإصابات في العقدين الثاني والثالث. ويؤثر هذا المرض بشدة على نمو الأطفال وتطورهم الإجتماعي كونه ينعكس سلبًا على دراستهم وإمكانية نجاحهم في الحياة العلمية، بسبب شدته والحاجة الملحة إلى الذهاب المتكرر للأطباء والعلاج والدخول إلى المستشفى. 

الادوية هي اكثر العلاجات المتوفرة لالتهاب الامعاء
الادوية هي اكثر العلاجات المتوفرة لالتهاب الامعاء

ما العلاجات المتوفرة لمرض التهاب الأمعاء في العالم عموماً والامارات خصوصاً

في القرن الماضي، كانت الأدوية الوحيدة المتوفرة لالتهاب القولون التقرحي وداء كرون هي الكورتيزون الذي يحمل آثارًا جانبية شديدة ويساعد على تثبيط المرض في البداية، ولكن لا يسمح بالحفاظ على الهجوع. وتشمل الأدوية الأخرى مُثبطات المناعة. 

كانت هذه الأدوية متوفرة في البداية إلى حين حدوث تطور كبير في العام 1999 مع دخول أول نوع علاج بيولوجي أحدث تطورًا كبيرًا في مجال العلاج، حيث كانت ضعيفة وغير مؤثرة. وبعدها ظهرت أدوية أخرى تدخل ضمن عائلة Anti Tumor Necrosis Factor (TNF) وهذه العائلة تتصدر العلاج لداء كرون في الحالات المتوسطة والشديدة، بينما الأدوية السابقة في القرن الماضي كانت تعالج الحالات الخفيفة. وفي عام 2014، بدأت تظهر العلاجات البيولوجية الأخرى، وفي عام 2017 تم اكتشاف دواء بيولوجي آخر من عائلة Anti Integrins وAnti interleukins. ثم ظهر منذ حوالى 3 سنوات علاج إسمه  Small molecules وتم ترخيصه لعلاج القولون التقرحي بأواخر عام 2018.

جميع هذه الأدوية والعلاجات متوفرة في الإمارات، وقد تمت الموافقة مؤخرًا على عائلة أخرى هي sphingosine 1 phosphate modulators، لكن جاري تسجيل الأدوية في الإمارات لتصبح موجودة خلال الأشهر القادمة.

كذلك تمت مؤخراً الموافقة على تركيبة فيدوليزوماب تحت الجلد التي بالإضافة إلى غيرها من الأدوية، تساعد المريض بشكل كبير. إذ تتميز بمنحه القدرة على أخذها في المنزل كل أسبوعين ولا تحتاج إلا لثوان معدودة بدلًا من أن يضطر المريض إلى مغادرة العمل أو خسارة يوم عطلة والذهاب إلى المستشفى وقضاء نصف يوم فيها.

هل من الممكن أن يحظى المريض بحياة طبيعية

نأمل كأطباء أن يتم السيطرة على داء كرون أو التهاب القولون التقرحي بشكل كامل، وأن يصبح المرض في مرحلة الهجوع بما يعني عودة المريض إلى حياته الطبيعية. وعلى الرغم من أن المرض لا يمكن الشفاء منه بشكل كامل لأنه مزمن مثل داء السكري والضغط، ولكن تكمن أهمية الدواء في قدرته على السيطرة على المرض ليعيش المريض حياة طبيعية من دون حدوث عوارض كبيرة أو مضاعفات.

كيف يُحسن العلاج تحت الجلد للبالغين من حياة المرضى، وهل هو متوفر في الشرق الأوسط

تتوفر كافة العلاجات البيولوجية بالحقن تحت الجلد في منطقة الشرق الأوسط، ويجب أن يختار الطبيب المتمرس الدواء المناسب لكل مريض بحسب حالته.

الهدف من العلاج هو الوصول إلى مرحلة الهجوع وعودة المريض إلى حالته الطبيعية، والسيطرة على الأعراض السريرية، أي تحسن فحوصات المريض وعودة التحاليل الطبية الدموية وتحاليل البروتين في البراز إلى الحالة الطبيعية، وكذلك الشفاء من ناحية التنظير وشفاء الغشاء المخاطي والتئام التقرحات الموجودة في الغشاء المخاطي، لكن هذا الهجوع يتحقق في ثلث الحالات فقط. أما التحسن والإستجابة السريرية فتحصل في ثلثي الحالات ويعني تحسن الأعراض عند المريض دون أن نصل إلى الهجوع الكامل، ونضطر عندها إلى الانتقال من دواء إلى آخر وأحيانا إلى العمل الجراحي.

المصدر : مجلة هي / جمانة الصباغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق