التقى وفد المعارضة البحرينية، المشارك في مؤتمر الصحوة الاسلامية في طهران، في 19 أيلول/ سبتمبر 2011 ، مع أية الله الشيخ محمد حسن أختري، سفير جمهورية إيران الإسلامية الاسبق في سوريا، والأمين العام للمجمع العالمي (لاهل البيت) في أحدى قاعات المجمع العالمي في مدينة طهران، برئاسة الدكتور سعيد الشهابي ( عن حركة احرار البحرين الاسلامية) والسيد جعفر العلوي (عن التيار الرسالي) والشيخ عبدالله الدقاق (عن جمعية الوفاق الاسلامية) وهاني الريس (مستقل) وفي حضور أشخاص آخرين من تيارات المعارضة في الخارج، في أجتماع عمل موسع، وتقدم خلاله أعضاء الوفد بقائمة طويلة من المطالب والمقترحات، وكانت قد تخللت جوانبه فترات استراحة قصيرة ومأدبة غداء، وذلك من أجل استعراض آخر التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية المتدهورة تباعا في البحرين، حيث كانت تسود البلاد في تلك الفترة، حالة شديدة من العسف العام ضد الحركة الاحتجاجية المطلبية، لم يسبق لها مثيل في تاريخ الانتفاضات والثورات الوطنية في الداخل. وكذلك أوضاع المعارضة في الخارج، والتي طالبت في لقاء العمل الموسع بدعم سياسي واقتصادي قوي، من المجمع العالمي لاهل البيت، وذلك من أجل مواصلة مسيرة النضال الوطني، حتي تحقيق كامل الاهداف والتطلعات، التي ناضل من أجلها شعب البحرين وقدم كواكب من الشهداء، على امتداد عدة عقود من الوقت. فالمجمع يقدم بعض المنح المالية لتمويل المشاريع الثقافية والبحوث الدينية والعلمية والتعليمية، ومساعدة الشعوب المضطهدة والمحرومة في مختلف بقاع العالم، وبعد أن حيا وبارك نضالات (حركة المظلومين في البحرين) وأشاد بحراك 14 شباط/ فبراير 2011، والحزن على جميع الضحايا والشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعا عن القضية والشعب، دخل أية الله الشيخ محمد حسن أختري، في سرد محاور حديث طويل ومتشعب، حول انتصار ثورات الشعوب، على الطغاة المتكبرين والظالمين، في كل زمان ومكان، وتنبأ بتحقيق الانتصار المحتوم للقضية البحرينية في القريب العاجل . جلسة تسليط الاضواء في بداية جلسة العمل المطولة بين وفد المعارضة البحرينية وآية الله الشيخ محمد حسن أختري، استقبلنا الأخير بحفاوة ظاهرة، ثم تقدم لجميع أعضاء الوفد بكلمات الترحيب قائلا:” أرحب بكم جميعا، وأنا سوف أكون في خدمتكم، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق في مسيرتكم الجهادية لازالة أشكال الظلم والاستبداد في بلادكم، وأتمنى أن يمن الله علينا وعليكم بالنصر المؤزر، وأهلا وسهلا بكم في مجمع ( أهل البيت عليهم السلام ) واتمنى من الله تبارك وتعالى أن يساعدنا على تحقيق ما نريد ونرغب من خلال هذا اللقاء. من جهتهم تقدم جميع اعضاء الوفد بتوجيه التحية والشكر إلى آية الله محمد حسن أختري، على جهوده الرامية للعمل على تبني نضالات شعب البحرين، وتمنوا له دوام الصحة والعافية والعمر المديد. قال الشيخ أختري في بداية حديثه :” مهمتنا الرئيسية في هذا اللقاء هي أن ندعم قضية شعب البحرين العادلة والمحقة، وأن نساعد نضال البحرينيين لتحقيق تحررهم الوطني، وأن ندفع إلى الامام بالحلول الكفيلة بمعالجة الازمة السياسية والامنية التي عصفت بالبلاد بعد قمع حراك الرابع عشر من شباط/ فبراير 2011، من قبل السلطة البحرينية وحلفائها الاقليميين والدوليين وذلك من خلال استخدام الوسائل الشرعية التي نملكها نحن، وتملكها المعارضة بالديمقراطية، والعمل على جمع كلمة المعارضة وتوحيد صفوفها والسير بها للامام في الطريق الواحد والموحد، ونحن سوف نتحدث هنا بما هو راهن وماهو متوقع للمستقبل، وبما يمكن أن نصل إليه من امور مفيده تخدم هذه القضية، وأنا سوف أكون خادمكم في ثلاثة أمور جوهرية. الامر الأول هي مسؤوليتي كشخص اعتبر نفسي واحدا منكم ومن أبناء أهل البيت عليهم السلام، ويجمعنا جميعا الولاء واتباع نهج آل بيت محمد، والسلام والوئام والانسانية، حيث نحن نشعر بالمسؤولية الدينية والاخلاقية نحو تقديم مختلف الخدمات الخيرية والانسانية والاخوية لشعب البحرين، والامر الثاني، وهو بصفتي خادم في المجمع العالمي لأهل البيت يتطلب مني بحكم وظيفتي هنا أن اقوم بما هو مطلوب من تقديم أفضل ما استطيع من الخدمات تجاه قضية اخواننا واخواتنا المحرومين والمظلومين في البحرين، والامر الثالث هو انني لست في موقع القرار بما يلزم ويتطلب من الجمهورية الاسلامية القيام به تجاه دعم القضية البحرينية، ولكنه بصفتي داعية سلام سوف استمع إلى ما تقولون وتأملون وأقوم بتبليغه بالتالي إلى من يهمه أمر اتخاد القرار، وأضاف :” أنا لا اريد أن أوعدكم بشيء نيابة عن المسؤولين في الجمهورية الاسلامية، لان ذلك هو من اختصاصهم وحدهم فقط، ولكنني استطيع أن أعدكم بتقديم شيء من المساعدة لكم بقدر المستطاع من خلال المجمع العالمي لاهل البيت . تحدث أعضاء الوفد لوقت طويل عن الممارسات الوحشية، التي تدل عن المنهجية التي تستخدمها الاجهزة الامنية البحرينية في مواجهة الحركة المطلبية، والتي بحيث لا يستطيع من خلالها أي معارض بحريني أن ينفد من خرم الابرة بسبب منهجية تكميم الافواه وملاحقة الناس في سكناتهم وحركاتهم وارزاقهم، وتمنوا على الشيخ الأختري أن يقدم لهم الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي من خلال المجمع العالمي لأهل البيت، في قضايا ملحة ومهمة، وكان من أبرزها على الاطلاق، الدعم المادي لقوى المعارضة التي تعادي من شحة المال لتسيير امورها وتحركاتها في النضال، ودعم مشكلة العاطلين في البحرين خصوصا الذين فقدوا وظائفهم بسبب الاعتقال أو الفصل التعسفي من العمل، الدعم الاعلامي الموسع في الفضائيات والصحف ومختلف وسائل الاعلام، الدعم الحقوقي من أجل فضح ممارسات النظام البحريني في مجال حقوق الانسان، واعداد سجلات توثيقية لمرافعات ومحاكمات المسؤولين السعوديين والبحرينيين الذين ارتكبوا جرائم انسانية ضد شعب البحرين، دعم سياسي ودبلوماسي ايراني موسع للقضية البحرينية. وتحدث لهم الشيخ الاختري، بانه سيكون خادما امينا للقضية البحرينية، وأنه يقف إلى جانب الداعين إلى استئصال جميع أشكال الظلم والاضطهاد في البحرين، ولذلك كله سوف يعمل على توضيح ما يجري في البحرين لجميع المسؤولين في مجمع أهل البيت للقيام بما يلزم تجاه تلبية جميع تلك المطالب، ولكنه في نفس الوقت تمنى على أعضاء الوفد بأن يبدلوا كل ما في وسعهم من أجل توعية الناس في المطالبة بحقوقهم المشروعة بالوسائل المتاحة للديمقراطية وبعيدا عن ممارسة العنف، وأنه يجب أن تأخد التطورات الجارية في البحرين مسارا هادئا، لانه لا أحد يريد أن تعود حمامات الدم في البلاد من جديد. وقال أن من ضروريات التوفيق والنجاح، هو الاتحاد في ساحة المقاومة والجهاد ووحدة الكلمة ووحدة الصف، وطالبهم بالتواصل والاستمرارية وعدم التخاذل والوهن والشعور بالتعب والارهاق والتصميم في مقاومة الظلم. وأضاف:” لقد لاحضنا بالتصميم والتضحية استطاع حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية ان ينتصروا في ساحات النضال والتضحية ” . وتحدث عدد من أعضاء الوفد عن رأي الشيخ الاختري، بشعار اسقاط النظام السياسي في البحرين التي تؤمن به ” الغالبية ” بحسب تعبيرهم، وتحدث لهم الشيخ الاختري:” أن نظرية الاصلاح ونظرية التسقيط هما وحدهما عمل لله سبحانه وتعالى، وأنه يجب أن يتوحد هذا الشعار في اطار واحد، لأن النظريتين ليست متعارضتين ومنقسمتين، وأضاف:” اننا يجب ان ننظر للامور بواقعية وعقلانية، وبحسب تصوري فاننا اخدنا ننظر من بعيد دائما لاننا لم نجلس مع من هم في الداخل، فهناك من يطالب بالاصلاح لانه يعتقد بان هذه النظرية هي الافضل لحل المشاكل والازمات الكبيرة، ويعتبرها بمثابة المرحلة الاولية لبداية جسر العبور إلى الاسقاط، . وأضاف:” في بداية الطريق لقيام الجمهورية الاسلامية في ايران، لم ينصح قائد الثورة الامام الخميني، الشعب الايراني في التعجيل باسقاط نظام الشاه، وعندما نضجت جميع الامور لم يقبل الامام الخميني بوجود الشاه في ايران، ويضيف:” في رأيي أن من يريد أن يدخل في صلب الحدث ويتطلع للتغيير الجذري ويعمل على اسقاط النظام السياسي، يجب ان يكون مستعدا لتلك المهمة الخطيرة والصعبة، وأن تكون لديه جميع ادوات التغيير المنشود” . وحول الموقف الرسمي للجمهورية الاسلامية من القضية البحرينية، أخبر آية الله محمد حسن أختري، وفد المعارضة، بأن الجمهورية الاسلامية في ايران تدعم قضايا شعب البحرين قلبا وقالبا، وتشعر بأن عليها أن تقوم بدور في عملية الاستقرار في البحرين، خاصة وانه يوجد هناك من يحاولون زعزعة الاستقرار في البلاد، ثم يقومون باتهام الجمهورية الاسلامية في ايران بعرقلة جميع مساعي السلم والاستقرار في البحرين، وحتى في احداث سنوات التسعينات من القرن الماضي التي تفجرت في البلاد، لم تتدخل الجمهورية الاسلامية في الشأن الداخلي البحريني، ولكن وقع عليها اللوم والاتهام بانها وراء تحريك الشارع، وأن لديها الرغبة في التدخل العسكري لحماية الطائفة الشيعية التي تتعرض للاضطهاد، ولذلك فهي دائما تكون مصرة على أن يكون قرار تقرير المصير هو في أيادي شعب البحرين، لان سماحة القائد الخامنئي يرى بأن قرار شعب البحرين يجب أن يتخد في الداخل، وليس من خلال قوى خارجية، وأن القائد لا يريد أن يتحمل أية مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة في الشأن الداخلي البحريني، لان المعلومات التي تصل اليه تكون في أحيان كثيرة مشوشة ومتضاربة من جميع التوجهات، ولهذه الاسباب وغيرها حاولوا أن توحدوا وجهات النظر في الشأن الداخلي البحريني، وأن تعذروا قادتكم إذا كانوا قد تساهلوا أو فكروا أو قبلوا بالحوار في الداخل، وشدد في القول على أن الوقت قد حان للجلوس على طاولة واحدة لحل مسائل الخلاف والاختلاف، ولتصميم تكتلات جديدة للمعارضة تتناسب مع المرحلة الراهنة ومواكبة العصر . لقاءات سريعة مع قيادات الاحزاب والتيارات التحررية العربية والعالمية على هامش المؤتمر خلال فترة انعقاد مؤتمر الصحوة الاسلامية، التي إمتدت قرابة عشرة أيام في طهران، التقى أعضاء من وفد المعارضة البحرينية، بالاضافة إلى بعض كبار المسؤلين الايرانيين، بعدد من ممثلي الاحزاب السياسية والثورات العربية والعالمية، وشخصيات سياسية وحقوقية ورجال الدين من بينهم رئيس الحكومة العراقية السابق الدكتور ابراهيم الجعفري ونائب رئيس الجمهورية العراقية السابق عادل عبدالمهدي، والدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي، والسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق، والسيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، وهاشم الهاشمي الامين العام لحزب الفضيلة العراقي، والوزير اللبناني السابق طراد حمادة، والدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق لجماعة الاخوان المسلمين المصرية في الغرب، والدكتور برهان الدين رباني الرئيس الافغاني الاسبق، الذي إغتيل في الاراضي الافغانية بعد عودته مباشرة من مؤتمر الصحوة الاسلامية في طهران، ووفود من شباب الثورات التونسية والمصرية واليمنية، وأستعرض معهم أعضاء الوفد، آخر التطورات على الساحتين السياسية والامنية في البحرين، وقدموا لهم ملفات وتقارير شاملة وموثقة بالصور والمعلومات، حول قضايا الديمقراطية والحرية والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في البحرين، وتمنوا عليهم جميعا الوقوف إلى جانب شعب البحرين وقضيته المحقة والعادلة . لقاء خاطف مع رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الاسبق علي ناصر محمد يعتبر رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية (اليمن الجنوبي) الاسبق علي ناصر محمد، صديق حميم ومخلص لحركة التحرر الوطني في البحرين، وصديق قديم للمناضل عبدالرحمن محمد النعيمي، وقد التقيته عن طريق الصدفة بعد خروجنا من أحدى قاعات جلسات مؤتمر الصحوة الاسلامية، وتحدثت معه بعض الوقت حول ما كان يحدث في البحرين، بعد قمع الحراك الوطني المطلبي، وسألته عما إذا كان قد عرف عن وفاة صديقه الحميم المناضل عبدالرحمن النعيمي. قال أنه لم يسمع (حتى اللحظة) بهذا الخبر المؤسف للغاية. بعد ذلك مباشرة طلب مني أن أزوده برقم هاتف عائلة النعيمي في البحرين، من أجل الاتصال بها وتقديم التعازي للعائلة. وكنت في اليوم التالي أقف خلف الرئيس على ناصر محمد، عندما كنا ننتظر مع أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر دخول قاعة الاحتفالات في فندق الاستقلال بشارع ولي عصر (صاحب الزمان)، حيث يعقد المؤتمر، وذلك من أجل حضور (مأدبة عشاء تكريمية لجميع الوفود) دعا اليها الدكتور علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي، والمدير العام للمؤتمر، لمناسبة اليوم الاخير لفعالية المؤتمر، وعندما كان الرئيس علي ناصر يهم بالدخول من باب القاعة وشاهده وزير الخارجية الايرانية الاسبق علي أكبر صالحي، الذي كان يقف بجانب الدكتور ولايتي، في لحظات إنتظار المدعويين عانقه بحرارة بالغة، وخاطب الرئيس على ناصر قائلا له باللغة العربية (نحن لايمكن أن ننسى تلك السنوات الصعبة) رد عليه الرئيس على ناصر، بالتحية والشكر. سألت الرئيس على ناصر عن السنوات الصعبة التي كان يقصدها الوزير صالحي، قال:” هو بالتأكيد كان يقصد وقوف جمهورية اليمن الديمقراطية، إلى جانب جمهورية إيران الاسلامية في حرب السنوات الثمانية مع العراق، ودعمها بمختلف الخدمات اللوجستية وبعض التسهيلات مثل السماح لطائراتها العسكرية بالتحليق في الاجواء اليمنية وتزويدها بقطع الغيار والوقود وجميع خدمات الصيانة للطائرات الحربية . هاني الريس