مكتبة الأدب العربي و العالمي

الموجز في الأدب الدانماركي. بقلم: سليم محمد غضبان.

يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثاني: من ١٦٠٠-١٨٠٠م
الفصل ١٢ : الجمعيةُ النّرويجيةُ

حتّى عام ١٨١٤م كانت النّرويج جُزءًا من المملكةِ الدّانماركيّةِ. كانَ هناكَ ملكٌ واحدٌ و إدارةٌ مُشتركةٌ و لُغةٌ مُشتركةٌ للكتابة. في النّرويج، كانَ الأدب الذي يكتُبهُ نرويجيون يُدعى بالأدب المُشترك. لكن في الدانمارك، اعتُبر ذلكَ أدبًا دانماركيًّا لأنّه كُتبَ باللغةِ الدانماركيةِ و في بيئةٍ دانماركيّة.
تأسّستْ الجمعيةُ النّرويجيةُ عام ١٧٧٢، و كانتْ أوّلَ و أكبر جمعية، و تحوي الإنتاج الأدبي الأكبر. المسرحيةُ التي كتَبها يوهان نوردال برونس بعنوان زارينه Zarine، ١٧٧٢ ، خلقتْ وعيًا بالكيان النّرويجي. كذلكَ فعلت مسرحيةُ يوهان هيرمان وِصلْ < حُبٌّ بلا جوارب> و فاقتها شُهرةً و رُسوخًا في الأدب، بعدَ عرضها على خشَبةِ < المسرحِ الملكيّ>. سيطرَ الإتّجاهُ الأدبيّ على مواضيعِ الجمعيّةِ حتّى انفصالِ النرويج، فتحوّلَ الحديثُ نوعًا ما الى السّياسةِ. للأسفِ مُعظمُ الأُدباءِ الذينَ ساهموا في الكتابةِ عن طريقِ هذه الجمعيةِ قد طواهم النّسيان.
كانتْ الجمعيةُ النرويجيةُ تنتمي لأدب الرّوكوكو Rokoko المعروفِ بأدب الأثرياءِ و التّجّارِ. ازدهرَ هذاالأدب في القرن الثامن عشر. مواضيعُ هذا الأدبِ تدورُ حولَ الخشبِ و السّمكِ و السُّفن، أي أنّهُ مُتعلّقٌ بالسواحلِ. إنّهُ يعتمدُعلى التّجارةِ مع البُلدانِ الأُخرى، و صفةُ الوطنية له ليستْ غالبة. كما أنّ الكُتّابَ تناولوا مواضيعَ الأرستقراطيين المُتميّزةِ بالفخامةِ و السّهولةِ و السُّخريةِ. كافحَ هؤلاء انتشار اللغةِ الألمانيةِ مثلَ الدانماركيين.

يرجعُ الفضلُ في إعطاءِ أهميّةٍ كبيرةٍ للجمعيّةِ النرويجيّةِ إلى يوهان هيرمان وِصلْ Johan Herman Wessel ، ١٧٤٢-١٧٨٥ . إنّهُ هو من عمِلَ على الإنزياح عن الإتّجاه الوطني، و كانَ هو المحورَ و الرّوحَ المُحرّكةَ و المُلهمةَ للجمعيةِ. عندما قدّمَ وِصلْ مسرحيّتَهُ <حُبٌّ بلا جوارب> Kierlighed uden Stroemper ، لم يكن معروفًا في الوسط الأدبيّ. لكن كانَ لهذه المسرحيةِ فِعلَ القنبُلةِ بأكثر من معنى. و رغمَ أنّ وِصلْ قد كتبَ مسرحيتين كوميديين بعدها، إِلَّا أنّهما فشلتا في جذبِ الجمهورِ. بعدها نحا وِصلْ منحىً آخرَ، و صارَ يتلو الأشعارَ. عام ١٧٨٥-١٧٨٦ ، أصدرَ مجلّتهُ الأسبوعيةَ<خادمُ العاطلينَ> Votre Serviteur Otiosis، و كانَ ينشرُ بها الحكايا التي لم تصدُرْ في كتاب. اشتهرَ وِصلْ بالسّردِ الشّعريّ، و كتبَ الكثيرَ من الحكايا مثل <الحدّادُ و الخبّازُ> (قصيدة)، التي ذاعت شُهرتُها، حيثُ تحكي قصّةَ حدّادِ القريةِ الذي يشتاطُ غضبًا فيقتُلُ غريمهُ. و بما أنّ القتلَ يجب أن يُجزى بالقتلِ، و بما أنّ القريةَ ليسَ بها سوى هذا الحدّادُ، بينما لديها خبّازانِ، يأمرُ القاضي بإعدامِ أحدِ الخبّازينِ. بهذا يكون قد التزمَ بحرفيةِ القانونِ وحفظَ التّوازُنَ و لكن بشكلٍ يدعو للسُّخريةِ الشّديدةِ. إنّه أُسلوبُ وِصلْ في الحكاءِ الذي اتّبعهُ في حكاياهُ.
… إلى الفصل القادم
تمّ في ٤،٥،٢٠١٩

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق