مقالات

مخططات ورغبات صهيونية..تُهزم بالمقاومة رشاد أبوشاور

من قبل، تمنّت غولدامائير أن لا تسمع أصوات أطفال فلسطينيين يولدون كي تتمكن من النوم،
ومن قبل تمنى جنرال الحرب الصهيوني- قتيل فيما بعد برصاص صهيوني_ أن تغرق غزة في البحر..كل غزة، حتى يتمكن من النوم، فهو لا يريد أن يراها بما عليها من بشر وحجر، يعني يطمح أن تحقق جهة ما قادرة، بل كلية القدرة، على محو قطاع غزة كله، وأن تغرقه مياه البحر المتوسط، وينطوي ذكره تماما، كي يرتاح رابين جنرال الحرب الذي عجز عن تنفيذ تلك الأمنية التي لا تريحه وحده، ومعه جيش روّج له أنه رابع جيش في العالم، وأنه لا يُهزم بدليل انتصاره على العرب في حربي: 48 و حزيران 67…
ماتت غولدامائير، وأفل حضورها، وغاب جنرال الحرب مُكسّر عظام المنتفضين الفلسطينيين في الانتفاضة الكبرى الأولى، و..أنجب الفلسطينيون أطفالاً سليمي العظام، كبروا و..أنجبوا، وها هم أولادهم يقتحمون مدنا لم تعد آمنة لليهود الصهاينة لأن الأولاد الذين كبروا – يصفهم قادة الكيان وأجهزته بالذئاب المنفردة- ينقضون فرادى لإنزال العقاب بجيش الكيان وأجهزته ومستوطنيه، ويباغتونهم جميعا من حيث لا يحتسبون، فيُسقط في أيديهم و..يستبدلون قياداتهم المجرمة بقيادات أشّد إجراما..حتى بن كبير وسموتريتش وأضرابهم، وكأن بيغن ودايان وشارون والمؤسس بن غوريون لم يكونوا متطرفين ومن عتاة المجرمين الصهاينة، و..هل نذكّر بدير ياسين، وبصبرا وشاتيلا، والدوايمة، وخان يونس..هل نواصل التذكير بمذابح الصهاينة، وببقر بطون الحبالى للقضاء على الأجنّة في الأرحام ليتيقنوا من إفناء نسل الفلسطينيين؟
تتواصل المذابح والجرائم الصهيونية، ويقتحم جيش(الرّب) – رّب الجنود!_ القرى والمخيمات الفلسطينية ليل نهار، ويواصل مطاردة الفلسطينيين، و..لكن الفلسطينيين يتكاثرون معززين بوعي وشجاعة و..يدوّخون جيشا مسلحا مدرعا يغتال جنوده بلا عقاب، ويواصلون (موسم) الصيد الذي بالنسبة لهم لا ينتهي..ولعلّ هذا ما يحبطهم وقادتهم العسكريين والسياسيين، فأمامهم شعب لا تمكن هزيمته، أو إبادته، وهم يتمنون ذلك، كما تمنى رابين غرق واختفاء غزة!
لكن هذا الشعب لا يموت، ورغم آلة الدعاية، والقدرات والسطوة والهيمنة الإعلامية التي يهيمنون عليها عالميا، فهو يحضر، بل ويزداد حضورا، ويتضاعف الإعجاب به عالميا لأنه يتحدّى، ويقاوم، ويصمد، ويفضح أعداءه ووحشيتهم…
بعد حرق حوارة من قطعان المستوطنين برعاية جيش الرّب وحراسته للمجرمين القتلة لم يهرب الفلسطينيون، فمذابح حرب ال48 لن تتكرر نتائجها طردا وتهجيرا وخداعا للفلسطينيين، فهم يثبتون ويقاتلون بما تمتلكه أيديهم من حجارة وسكاكين ومسدسات اغلبها صناعة فلسطينية محلية..وهذا ما يحبط رغبات الصهاينة ويدفعهم للتصريحات المجنونة..وآخر المُصرحين سموترتش الذي يستهول وجود شعب فلسطيني، ويقرر أنه _أي الشعب الفلسطيني- وجد قبل مائة عام فقط!…
الطاولة التي وضعت له ليقف خلفها خطيبا في باريس غُطيت بعلم عليه خارطة ( لإسرائيل) الكبري تضم فلسطين والأردن!
لن أرد على هذا المعتوه، ولكنني أذكّر أن الخارطة التي تضم فلسطين والأردن، وتعتبرهما أرضا (لإسرائيل) ليست فكرة متطرفة جديدة اخترعها هذا التافه سموتريتش، فهي من قبل وردت في نشيد كتبه جابوتنسكي الصهيوني القديم:
كل نهر له ضفتان
ضفة الأردن الغربية لنا
وضفته الشرقية لنا أيضا
وجابوتنسكي هو مؤسس لتيار ورثه بيغن وشامير والليكود الذي يقوده نتنياهو،فلماذا الإستغراب من تصريحات وزير المالية المنكرة لوجود الشعب العربي الفلسطيني..والذي وضعت أمامه خارطة تضم فيها الأردن للكيان الصهيوني..وهل هذا الفعل من قبيل تطرف وزير متطرّف، أم هي عقيدة صهيونية ثابتة، وأن التطبيع ومعاهداته لا يحمي الأردن، ولا يمنح الفلسطينيين دولة؟
التصريحات(العقلانية) الهادئة، الأقرب للعتاب، التي تحصر المشكلة بوزير طائش (متطرف) ، وكأنه خارج على الاعتدال الصهيوني( الإسرائيلي) هو تهرّب من مجابهة جوهر المشروع الصهيوني، والأطماع الصهيونية في الأردن، وبلع (كل) فلسطين. المعاهدات لن تردع وتنهي الأطماع الصهيونية، بل تمنح الصهاينة الوقت لتنفيذ مخططاتهم،وهذا ما يحدث يوميا في فلسطين، وما تتلمظ الصهاينة لتحقيقه في الأردن الذي لن تحميه معاهدة وادي عربة..وليس للأردن إلاّ المقاومة.
ولذا نقول لكل العرب مشرقا ومعربا: الفلسطينيون يقاتلون ويقاومون ويفشلون مخططات الكيان الصهيوني بدمائهم، ويحمون الأردن ومصر_ رائدة التطبيع الساداتي_ وأبعد نقطة في بلاد العرب، وخارطة الوطن العربي بالنسبة للمخططين الصهاينة، بعضها موجود بهدف الاحتلال، وبعضها للهيمنة، وفي كل الأحوال للتآمر والنهب والسمسرة بحجة تقديم (الحماية) لكيانات ناقصة السيادة والمشروعية…
فاستيقظوا، فليس هكذا يكون الرّد لحماية الأوطان. فلا الشجن الهادئ الدمث، ولا انتظار (ضغط)أمريكي حنون على قادة الكيان الصهيوني، ولا ترك الفلسطينيين وحدهم يخوضون معركة مصيرالأمة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق