بارعات العالم العربيخواطر

عالمنا الجريح / اسماء إلياس

أكتب عن تلك الأحداث المتلاحقة التي يشهدها عالمنا. حروب تشنها دول عظيمة على دول ضعيفة لا تستطيع ردع محتل. حوادث قتل، صراعات سياسية قتل على الهوية.
لماذا كل هذا؟ هل نحن بحاجة لإعادة تدوير لعالمنا حتى نخرج منه الأفضل؟ ربما أكون صادقة أو ربما أكون أعيش بوهم اسمه السلام العالمي.
جاءني اتصال من حبيبي فارس:
– ماذا تفعلين حبيبتي رغد؟
– أحاول استرجاع ضحكة طفل من بين الركام. أحاول مسح الغبار عن عالم أصبح كل شيء فيه يدعو للبكاء. أحاول رسم الماضي من جديد، حتى يبدو حاضرنا فيه مسحة من الجمال. أحاول قدر استطاعتي احداث تغيير، لكن كل مرة أفشل والسبب لا توجد أيادي تساعدني، ولا قلوب تتمنى لي الخير.
– لماذا أنا موجود حبيبتي؟ سوف أجيء حتى أساعدك على ترميم هذا العالم من جديد، ربما استطعنا كسب الوقت تعاون معنا الكثيرون من ذوي القلوب الرحيمة حتى يصبح عالمنا أفضل. السلام بحاجة لقلوب تقدره وتعرف قيمته، بحاجة لقلوب ما زال الحب ينبض في شرايينها.
– أنا معك بكل ما ذكرت، البشرية بحاجة للسلام. بحاجة لقطرات الندى حتى تنعشها بعد فترات طوية من الذبول. أمس حدث تفجير سيارة قتل صاحبها، وأول أمس سقط شخص من مبنى عالٍ في طور الإنشاء، حادث هنا وصراع هناك، عالمنا في حركة دائمة كأنه يربض فوق بركان ثائر.
أصبحنا نخاف ونتوجس من كل شيء، كلما سمعت صوت صفارة سيارة اسعاف، أقول يا ساتر ما هذا الذي يحدث، لم يعد لدي ثقة بشيء، الخوف أصبح يشحني شحنات سلبية. حتى أني لم أعد قادرة على التفكير.
– يوجد الكثير من الحلول حبيبتي، لكن المصيبة الكبرى تأتي من صانعي القرار. يتأخرون في اتخاذ القرارات التي تهم الإنسان وخاصةً العربي. أصبحنا نعيش في عالم الإنسان ليس له قيمة. لهذا علينا أن نقف بوجه هذه الاغتيالات التي تحدث للفئة الشابة في مجتمعنا. الموت من على سقالة عمل شيء مخيف وقد أصبحت في تزايد. أمس مات عاملاً أثر صعقة كهرباء. وكل يوم موت حتى تعبنا من احصاء عدد الموتى.
– وحتى لا يصبح الوقت متأخراً، وحتى لا يأكلنا الندم يجب أن نتقدم خطوة حتى تتبعها خطوات لحماية العامل الذي يعمل من أجل لقمة العيش. وهي اعطاء العامل شبكة الأمان، وحتى لا يكون عمره “على كف عفريت” وهو معلق بين السماء والأرض. هناك حل واحد ووحيد ربط العامل بحبل واقي، أو احاطة العمارة بشبك شبيهة لشبكة الصيد لكن حبالها اقوى حتى تحمي العامل من السقوط أرضاً. وقد شاهدت مثل هذا الشيء. عندما قمت بزيارة لإحدى الدول الاسكندنافية “الدنمارك”. هناك وجدت وشعرت بأن للإنسان قيمة كبيرة، لأنه ثروة لبلده.
حتى لا يبقى عالمنا جريحاً يعاني الأمرين، يجب علينا أن يكون لدينا الرحمة بأبنائه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق