فقد عظيم يا غالية .. يا سيدة الصمود والصبر وجميل العطاء …
فقد ونحن في حاجة لأمثالك يا أسمى ..ولقد سموت في قلوب الناس ومشاعرهم وحفرت اسمك النوراني الأخاذ بأفعالك السامية …
سموت اليوم وارتقيت لسماء الحبيب الخالق الذي اجتباك لخدمة المحرومين والمجروحين …وشق نوافذ الحق للمظلومين على حساب رصيدك القانوني وعدالة نبض قلبك …قلبك الذي لم يغف عن صرخة امرأة وطفل وشاب واسير ومعتقل ومهضوم كف عالية .
يا أسمى … فقدك يا حبيبة الناس عظيم ..
ولمعان عينيك المبللتين بفوانيس المشاعر يخيم على شوارع المساكين … ونساء البكاء وخدوش الليل والمساء …
كم احتملت ضاحكة وباسمة ويداك تقبضان على أكف السائلين الباحثين عن عناوين العدل في بيتك …وفي شرفات الشوارع التي تمشين فيها فيستوقفك اللاهثون وتجلسين معهم على الرصيف تستمعين لصوت أنفاسهم وتربتين على أكتافهم و…تدونين أسماءهم يا أسمى …وفي مفكرتك تنقشين سطور الحق وتسهرين على قضاياهم حتى الفجر …لا تتعبين … وفي الضحى تهرولين متنأقة معطرة الحقيبة الفائضة بأوراق الحزن نحو محاكم الوطن …لا تتقاضين من أمهات الحسرة مالا ولا درة شكر وترفضين دمع العرفان من آباء وشباب نزعتهم من الزنازين بدعائك ودعواتك وحقيبتك النظيفة من إثم الكذب والمماطلة ومخاتلة بعض العاملين في المحاماة … فكنت المحامية وكنت الصارخة في وجه السلب والظلم والنهش لأجساد الفقراء والفقيرات وكنت رئة الوطن العزيزة تتنفسين بأنفاس الحرارة الحرة …وحنجرتك تصدح في محافل الحرية المسؤولة الربانية يا حبيبة …
ماذا أقول يا حبيبتي …وأنا أقف بباب الحارة التي تجاورينني بها يا صديقتي ورفيقتي وجارتي وعزيزة وطن الصابرين يا أسمى ؟
ماذا أقول وقد التحفت كنزة الفجر وشربت من ضوء القمر الراحل نور شمس تشرق عليك كل يوم ضاحكة مستبشرة لامرأة ما نامت ولا همدت طاقة وفائها للحياة …وأمانة الحياة أبدا …أبدا …
فلله ولشمسه ولنور قمره ونجوم الليل التي رافقتها تذرفين نهر الأحاسيس والمسؤولية وعون وغوث الملهوفين …لكل هذا الكون أبكيك واحمل ورد ضحكاتك الصابرة ونجوم ولائك لجميل العمل وخير أمانات الله …وأودعك …
اللهم لك الرحمة ورضا خالقك ومحبة ملائكته التي أحاطت حنانا بروحك نحو السماء …يا أسمى !!
