التكنولوجيا
دواء شائع للسكري يظهر نتائج واعدة ضد أورام دماغية نادرة في مرحلة الطفولة
كشفت دراسة حديثة عن نتائج واعدة لدواء شائع لمرض السكري ضد نوع نادر من أورام المخ خلال مرحلة الطفولة في الدراسات المختبرية.
ووفقا لتقرير فريق دولي من الباحثين بقيادة مركز روجيل للسرطان التابع لجامعة ميتشيغان، والذي نُشر في Science Translational Medicine، فإن التجارب التي كشفت عن مفاهيم جديدة للمجموعة A من الورم البطاني العصبي في حفرة القحف الخلفية، أو PFAs، قادت إلى نهج العلاج الجديد المحتمل.
وهذه الأورام المدمرة، هي مجموعة فرعية من الأورام البطانية العصبية، ويمكن أن تحدث الإصابة بالورم البطاني العصبي في أي عمر، ولكنه غالبا ما يصيب الأطفال الصغار.
وقال كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور سريرام فينيتي، أستاذ أبحاث طب الأطفال في Al and Robert Glick Family Research في قسم علم الأمراض في مدرسة طب جامعة ميتشيغان: “هذه الأنواع من الأورام تتحدى في الواقع فهمنا الأساسي للسرطان. وذلك لأن معظم السرطانات معروفة بأنها تنشأ من طفرات جينية أو أخطاء”. وتسعى مناهج الطب الدقيق جاهدة لتحديد هذه الطفرات واستهدافها بأدوية معينة.
لكن غالبية الأورام البطانية العصبية في حفرة القحف الخلفية (PFAs) تفتقر إلى مثل هذه الطفرات الجينية المسببة للسرطان.
وأضاف فينيتي: “اكتشفنا في عام 2016 أن التغيرات اللاجينية هي في الواقع الدوافع الرئيسية لهذه الأورام”، ما لا يشير إلى الطفرات الدائمة في الحمض النووي نفسه، ولكن إلى التغييرات في كيفية وصول الخلايا إلى تسلسل الحمض النووي وقراءته.
وتشترك أورام PFAs في عدد من أوجه التشابه اللاجينية لانتشار الأورام الدبقية الجسرية الجوهرية، والتي يشار إليها عادة باسم الأورام الدبقية الجسرية المنتشرة (DIPGs).
وأوضح فينيتي: “هناك علامة جينية مهمة حقا ضاعت في هذه الأورام، وهي مطابقة تقريبا للطفرة التي نراها في الأورام الدبقية الجسرية المنتشرة “. وتظهر الأورام أيضا في أجزاء مماثلة من الدماغ النامي في نفس الفئة العمرية الصغيرة.
واكتشفت مجموعة البحث سابقا أن الطفرة الرئيسية في الأورام الدبقية الجسرية المنتشرة تغير التمثيل الغذائي للخلايا وتساءلوا عما إذا كان البروتين EZHIP، الذي يتم التعبير عنه بشكل مفرط في الأورام البطانية العصبية في حفرة القحف الخلفية، قد فعل الشيء نفسه.
ومن خلال سلسلة شاقة من التجارب في الخلايا والأنسجة الورمية، وباستخدام المسح الطيفي بالرنين المغناطيسي للمرضى، الذي تم إجراؤه بالتعاون مع مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، وجدوا أن الإجابة كانت نعم، حيث تعيد الأورام البطانية العصبية في حفرة القحف الخلفية (PFAs) توصيل نفس المسارين الأيضيين اللذين كانا مرتبطين سابقا بالأورام الدبقية الجسرية المنتشرة (DIPGs)، تحلل السكر ودورة حمض الكربوكسيل الميتوكوندريون.
نتائج غير متوقعة
كان مرض السكري مجالا واضحا يجب اللجوء إليه عند البحث عن طرق لقمع أيض الجلوكوز، وهي نفس العملية التي تقود أورام البطانة العصبية في حفرة القحف الخلفية.
وقرر الباحثون أن يروا كيف يمكن لعقار شائع لمرض السكري، وهو الميتفورمين، أن يؤثر على الخلايا السرطانية البطانية العصبية في حفرة القحف الخلفية (PFAs).
ويشرح فينيتي أنه ليس فقط لديه سجل أمان مثبت لدى البالغين والأطفال، بل إنه يستخدم أيضا بشكل متزايد في التجارب السريرية للسرطان التي تستهدف استقلاب الورم.
وقال: “جربنا ذلك ووجدنا أن الميتفورمين يثبط عملية التمثيل الغذائي للخلايا السرطانية ويقتل الخلايا في بعض أورام الورم البطاني العصبي. وبشكل غير متوقع، وجدنا أن الميتفورمين يخفض في الواقع EZHIP، البروتين الذي تسبب في هذه التغيرات اللاجينية في المقام الأول”.
وتابع: “تذكر أن الطفرات لا تقود هذه الأورام، فالتغيرات اللاجينية سببها بروتين EZHIP. لذا، فإن هذا يفتح إمكانية مثيرة حقا لقمع البروتين غير الطبيعي الذي يسبب هذه الأورام بشكل فعال”.
وفي الوقت نفسه، عندما تم إعطاء الميتفورمين للفئران التي تحمل أوراما مشتقة من المريض، أدى ذلك إلى خفض استقلاب الورم وتقليص الأورام وأدى إلى فترات بقاء أطول في مجموعة فرعية من الأورام الحساسة للميتفورمين.
وأفاد الباحثون بأن مقاومة الميتفورمين في خط خلوي واحد يمكن التغلب عليها باستخدام عقار بانوبينوستات (panobinostat)، وهو عقار في التجارب السريرية لسرطانات الدماغ الأخرى.
ويوضح فينيتي أن الخطوة التالية ستكون ترجمة الاكتشافات المعملية إلى تجربة إكلينيكية.
وأشار إلى أن “الميتفورمين ثبت بالفعل أنه آمن بما يكفي لاستخدامه في تجارب إكلينيكية أخرى للناجين من سرطان الدماغ لدى الأطفال، وهذا يمنحنا بداية كبيرة في نقل هذه النتائج سريعا من المختبر إلى تجارب للمرضى”.
المصدر: ميديكال إكسبريس