شعر وشعراء

فِــــطْــرَةُ الـطَّــيْـر / الشاعر حسن منصور

الطــيرُ يخْـــرُجُ لـلحَــياةِ مُـغَــرِّداً || فـكأنّــهُ المَـجْــبـــولُ بِالألْــــحـــــانِ
وكأنَّ نـبـْـضَ فـــؤادِهِ قـيــثـــــارَةٌ || أوْتارُهــا يَلـــهـــو بِهــا الحَــــدَثــان
لمْ يَــدْرِ يَوْمــاً كيْـفَ صاغَ نشـيدَهُ || في غَــمْــرَةِ الأَفْــراحِ وَالأحْـــــزانِ
فَالـحُـــزنُ وَالفَــرَحُ الجَمـيـلُ بِقلـبِهِ || عَـــبْرَ المَـــدى بالـلَّـحْـنِ مُـقـْترِنان
يا طـائِـري قدْ عِشْتُ مِثْلَكَ صادِحاً || مُـــذْ كُــنْـتُ ذا وَعْـيٍ ولـي أُذُنـــان
وتَهُـُّـــزني تَـرْنـيـمــةٌ تشْـدو بِهـــا || فـَأقـــولُ آهِ … وَتَـــذْرِفُ العَـيــْنـان
وَأُجـيـبُ شَـدْوَكَ بِالـقَـصـيدِ مُحَـلِّـقاً || بِالشَّـجْـوِ، بل بالحُــبِّ، بِالـتَّـحْــنـان
مِنْ خَفْقِ قلبي، مِنْ سُيولِ مَشاعِري|| وَرَفـيفِ روحـي أزْهَــرَتْ أَوْزاني
قـيـثارَةْ الشِّـعْرِ الشَّجِـيَّــةُ في يَــدي || وَاللّـحْــنُ يَعْــزِفُــهُ الفُــؤادُ الْحـاني
أيْنَ الحَـبـيـبُ وَأيْـنَ مَنْ يُصْغي لَنا || أيْـنَ الــوَفــاءُ وَصـادِقُ الـخِــلّان؟!
*******
يا طـائِـري لمْ ألْـقَ غـيْرَكَ مُصْغِياً || أَشْــجَــتْهُ يَـوْمــاً أنّــةُ الـــوجْـــدانِ
يا صـاحِــبي لا تَـبـْتَـعِــدْ فَـلَطـالَمـا || عِـشْـنا مَــعــاً خِـلَّـيـْنِ يَـلـتـَقِـــيــانِ
وَأظَــلُّ بيْـنَ مَشاعِـري وَدَفــاتِـري || بِـمِــدادِ قَـلـــبي نـافِــثـاً أشْـجـــاني
ما كانَ إلّا الشِّعْـــرُ يَصْدُقُـني الــوَدا دَ، وَعَــــزَّ ذاكَ الــوُدُّ في الإنْسـان
يا شِعْــرُ يا أوْفى صَـديقٍ مــا نَـبـا || أوْ صَــدَّ عَــنّي وَجْـهَـهُ وَجَـفــاني
إنّي أبُـثُّــكَ مــا فُـــؤادي يَشْــتَـكي || بِحَـــرارَةِ الـمَـكْلـــومِ وَالحَـــيْران
وَيَظَلُّ يَصْرُخُ في رِحابِكَ وَالصَّدى || مُـتَـنَـقِّــلٌ في الـبـيــدِ وَالقـيـعــــان
ما ضِـقْـتَ مِنّي وَالجُـنونُ يُصيـبُني || بَلْ كـنْـتَ عِـنْـدَ تَـأَوُّهي تَـرْعــاني
بلْ كُـنـْتَ حِـضْناً دافِـئاً كَـمْ ضَمَّني || فـي قَـسْـوَةِ الأيّـامِ وَالـحِـــرْمــان
كَمْ جِـئْتُ وَالفَرَحُ الجَـميلُ يَسوقُـني || شَـوْقـاً إِلـيْـكَ بِخِــفّــةِ الـطَّــيَران
فَـأراكَ تفْـتَــحُ لي رِحـابَـكَ باسِــمـاً || وَتَضُمُّــني لـلـصَّـدْرِ إِذْ تَـلْــقــاني
*********
يـا طـــائِــري إنّي أَراكَ مُـغَــــرِّداً || لَـحْــناً سَـيَـحْـيا قــاهِــرَ الْأَزْمــانِ
أنْتَ الـمُـغَــرِّدُ إِنَّـمـــا أنـا شــاعِــرٌ || مِـنْ شِـعْـرِهِ أهْـداكَ خَـيْـرَ مَعــانِ
فــيهِ الْمَـشاعِــرُ لا يَـزالُ أُوارُهـــا || مُـتَـوَهِّـــجـاً في زَحْــمَـةِ الْأَلْــوان
العُـنْـفُـــوانُ شِـعــارُهُ وَبِـهِ السُّــمُـــــوُّ تَــرَفُّــعــــاً عــنْ كُـــلِّ شيْءٍ دانِ
شِـعْــري أنا مِـرْآةُ قَـلــبي نـابِـضــاً || فَـــرَحاً وَحُـزْناً لَـيْسَ يَـنْــتَـهِــيان
أنا لا أبـيعُ قــصـيـدَةً عـاشَـتْ مَعي || أوْ أبْـتَــغي شَــيْـئاً مِـنَ النِّـسْــيـان
الشّعْرُ ذاكرَتي وَصَوْتي في الوَرى || وبِـهِ تَـرَنَّـــمَ خــافِـــقي وَلِســـاني
خُـذْ نَبْـضَ قَلْبي يا صَديقي وَانْطَلِقْ || مُـتَـرَنِّـمـاً مِـثـلي عَلى الأغْـصان
وَاصْـعَـدْ بِـهِ نَحْــوَ السَّماءِ مُـحَـلِّـقـاً || وَاصْـدَحْ بِـهِ لِيَسـيرَ في الأَكْـوان
***************************************************
الشاعر حسن منصور
المجموعة الشعرية الثالثة عشرة (بدون عنوان) ص8

مقالات ذات صلة

إغلاق