مقالات

هريسة جنين 2021م أصالةٌ تتجدد الجزء الثاني: ذيب المرشود وابو رضا البظ

بقلم عزت ابو الرب ابو صهيب / فلسطين

ما كان يعلمُ ابن الثلاثة عشر ربيعاً ذيب المرشود(1922م-2020م)أنه سيكون وشريكه وجيه البظ مَضْرَبَ المثلِ في صناعة الهريسة. ومن حيث بدأ مشواره صبياً عند فؤاد المعاني عام 1935م، ننطلق. بعد عاميْنِ تركه المعاني و انتقل إلى الأردن، وبقيَ المرشود وحيدا في صنعته إلى أن جاء وجيه البظ أبو رضا من نابلس عام 1937م واشتركا معا، وتعمقت العلاقة الأسرية بينهما، ولم يفترقا على مدى أربعين عاماً، حتى حين يختلفان. ولإيقافِ أيِّ تغايرٍ بالرأي بينهما يسارعُ أحدُهما بتركِ المحل “المشغل”، ويذهبُ إلى مقهى أبي علي المجاور، قرب صالون حرب، ويشربُ فنجانَ قهوةٍ أو كوبَ شايٍ، ويعودُ للعملِ وكأن شيئاً لم يكن.
من ذاك المحل الصغير لدار الحيفاوية، الكائن قرب عيادة د. هيفاء الكامل؛ زوج الأديب المحامي نصر الدين عنبتاوي، ينطلق الشريكانِ صباحأ، وقد اتخذ أبو رضا من كراج الباصات بجنين موقفاً له، فيما كان يقف أبو زهير المرشود أمام محل: “شباب الحنتولي” للخضار. وفي السنوات الأولى غالبا ما كان يبيع المرشود في قباطية، مسلية، زرعين، ويحمل ما لديه على الدراجة”البسكليت” أو على رأسه. وبما تيسر من بيض وخبز طابون وحبوب، يبادل البيع، وبالطريقة نفسها يشتري لوازمه من تجار جنين: يوسف الأحول”أبو سمير”، وصادق زيدان، ونايف حسن.
وأما في المساءِ فيجتمعانِ على عربةٍ واحدة، ومن المشغلِ ينطلقون إلى الدوار الرئيس، فمقهى النباتات، هذا يدفعُ العربة، وذاك يقطع، وغالباً ما تنفد سدور الهريسة الأربعة أو الخمسة قبل وصولهم النباتات

.
استمرت تلك الشراكة حتى اعتزل أبو رضا البيع عام 1985م، وانتهت تلك المسيرة بوفاته عام 1990م؛ إذ لم يحترف أيٌ من أبنائه تلك الصناعة، فيما لم يفارق أبو زهير العربة والسدر والمجرود طيلة سبعة عقود، حتى عام 2002م، وقبل أن يلبي نداء ربه في 10 رمضان 1441هج، الموافق 3/5 /2020م، كان أبناؤه (يوسف، ماهر، سامر، مازن،) يواصلون مسيرة أبيهم باقتدارٍ واحتراف، ويُزَيِّنونَ “بالبُنْطِ العريض” عرباتِ بيعهم بِاْسم: ذيب المرشود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق