كان مخطط الحكومة الإسرائيلية احتلال اللد, الرملة, لطرون ورام الله, وتهجير أهلها, ولذلك أطلق عليها الصهاينة اسم ” عملية لرلر”, وهي الأحرف الأولى من أسماء هذه البلدات. وقد أنيط تنفيذ هذه العملية على يجائيل ألون بمساعدة موشي ديان واسحق رابين. لاحقا تم تغيير اسم هذه العملية إلى “عملية داني”. بدأ تنفيذ العملية , بعد نحو شهر ونصف من الإعلان عن إقامة إسرائيل, بتاريخ 10 تموز 1948 باحتلال القرى المجاورة لمدينة اللد, مثل دير طريف والحديثة وعنابة وجمزو ودانيال وخربة الضهيرية وبيت نبالا وغيرها.
قبل النكبة بلغ عدد سكان مدينة اللد نحو 20000 مواطن, خلال النكبة انتقل إليها أعداد كبيرة جدا من سكان البلدات المجاورة التي تم احتلالها وتهجير أهلها مثل يافا, سلمة , يازور , السافرية واجليل الشمالية واجليل القبلية وغيرها, حتى أصبح عدد سكانها, قبل احتلالها وتهجيرها حوالي 55 ألف مواطن.
بدأ الهجوم على مدينة اللد بقصف المدينة من الجو بواسطة الطيران يوم 11/7/1948 , وكانت اللد أول مدينة يتم مهاجمتها بهذه الطريقة, حينها انسحبت قوات جيش الإنقاذ الأردنية من المدينة, واستمر بالدفاع عنها بعض أبنائها بسلاح خفيف, وسقطت المدينة في نفس اليوم في غضون ساعات. في نفس اليوم الأحد, 11/7/1948ط قام الجيش الإسرائيلي بتوزيع منشور على مدينتي اللد والرملة يتعهد بها عدم إصابة أهالي المدينتين بالنفوس أو بالأموال.
خلال عملية احتلال مدينة اللد, التي استمرت بضع ساعات, استشهد عدد قليل من أبناء المدينة, لكن المجزرة الرهيبة تم ارتكابها بعد احتلال المدينة واستسلامها. بعد احتلال المدينة لجأ المئات من السكان للاحتماء داخل مسجد دهمش وكنيسة الخضر, ظنا منهم أن دور العبادة أمنة وان الجنود الصهاينة لن يطلقوا النار على أماكن العبادة.
كانت الأوامر الأولى التي تلقاها الجنود الصهاينة بعد احتلال المدينة واستسلامها إطلاق النار وإعدام كل من يرونه يتحرك في المدينة, بهذه الطريقة تم إعدام المئات من أهالي اللد, وأهالي البلدات المجاورة , المئات من الجثامين كانت ملقاة في الطرق, لا احد يجرؤ على نقلها أو دفنها, خوفا من إطلاق النار عليه وإعدامه, المئات من الأطفال والنساء والشيوخ اعدموا في شوارع اللد بعد احتلال المدينة, بأوامر من يجائيل الون ومشيه ديان واسحق رابين.
بعد ذلك تلقى احد الجنود الصهاينة, واسمه يرحمئيل كهنوفيتش أوامر من يجائيل الون, بإطلاق صاروخ إلى داخل مسجد دهمش وإعدام كل من كان يختبئ به, وكان عددهم نحو مائتين من الأشخاص. ويقول هذا الإرهابي في لقاء معه مع صحيفة ” يديعوت هكيبوتس ” من تاريخ 15/2/2013 انه أطلق صاروخ من نوع “فيات” داخل المسجد, ويضيف انه نتج عن ذلك انفجار كبير, وبعد ذلك فتح باب المسجد وشاهد الجثامين ملتصقة على الجدران. بقي المسجد مغلقا عشرات السنين, وبعد افتتاحه وجد الاهالي اثار الدماء على جدران المسجد.
بعد ذلك اصدر الصهاينة أوامرهم بتهجير وطرد السكان باتجاه رام الله, وقد رسموا لهم طريقا واحدا, ومن كان يزيح عن الطريق او يتأخر قليلا, كان يتم إطلاق النار عليه وإعدامه, ويذكر الإرهابي يرحميئيل كهنوفيتش في اللقاء معه انه كان يجيد الرماية ويصيب برصاصة واحدة قاتلة كل من يزيح عن الطريق او يتأخر قليلا.
المئات من جثامين الشهداء في كل مكان في المدينة, بعض المؤرخين يذكرون أن عدد الشهداء قد وصل الى 1300 شهيد, وان مجزرة اللد هي اكبر مجازر النكبة, والبعض يذكر ان العدد وصل الى 426 شهيد, من الصعب حصر اعداد الشهداء لان معظمهم كانوا من سكان البلدات المجاورة الذين قدموا إلى مدينة اللد للاحتماء بها.
لم يكتف الجنود الصهاينة باعدام المئات, بل قاموا ايضا بعمليات اغتصاب, ويذكر الاهالي عن قيام 6 من الجنود الصهاينة باغتصاب امرأة عمرها 19 عاما, امام ابنتها التي كان عمرها سنة, بعد ذلك هربت المرأة قرب الجامع, وقام بعض الاهالي باحضار البنت لامها.
طرد الصهاينة حوالي 53 من السكان, وأبقوا منهم نحو الف فقط, قاموا بتجميعه داخل جيتو محاطا بالأسلاك, وتم استعمال من بقي من الشباب لتجميع الجثامين من الشوارع, وقاموا بدفن بعضها وحرق البعض الاخر. احد الشباب من الذين تم تشغيلهم في تجميع جثامين الشهداء وجد طفلا صغيرا لا زال حيا يرضع من ثدي امه الميتة, حاول إقناع الحارس الجندي ان يأخذ الطفل, لكن الجندي رفض, وأطلق النار على الطفل وقتله.