د. محمد الدويهيس
في ظل انتشار الدين الاسلامي بسرعة في العالم الغربي خلال القرنين الماضيين ،وقد عجز العالم الغربي عن وقف هذا التمدد والإنتشار ،لم يجد قادة ومفكرو الغرب إلا سياسة If you don>t beat them join them «فوجدوا بفكرة» الدين الابراهيمي «الأسلوب الأكثر اقناعاً للعرب والمسلمين للتعايش مع بقية دول العالم ،خاصة أن أغلب الحركات الإسلامية قد اتهمت بالارهاب والتطرف والعنف وعدم القبول من بعض قيادات وشعوب بعض الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ،كذلك وجد الكيان الصهيوني أملاً في تحقيق حلمه بايجاد دولته «من الفرات إلى النيل « وفي السيطرة على العالم الاسلامي من خلال ايجاد ماتم التعارف عليه «بالولايات المتحدة الابراهيمية» والتي ستتحكم بالنفط والغاز والماء وتقسيم المنطقة لعدة ولايات ، بحيث يكون المسيطر عليها في الأمد البعيد من يملك حسن الإدارة والتقنية.
ومن الواضح أن قيادة « الولايات المتحدة الابراهيمية»ستكون لتركيا في بداية الأمر لعدة أسباب ، منها الموقع الجغرافي والنظام السياسي والديني وعلاقاتها السياسية ، وسيكون الكيان الصهيوني المسيطر في النهاية بسبب تفوقه التكنولوجي وحسن إدارته للموارد المالية والبشرية.
إن التحركات السياسية والتغيرات الإقتصادية والإجتماعية والدينية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال العقدين الماضين تشير إلى أن هناك تحركا جادا في هذا الاتجاه.
فهل تقتنع الشعوب العربية والإسلامية بفكرة «الديانة الإبراهيمية» ومخطط «الولايات المتحدة الإبراهيمية» أم سيتم اجبارها على تبني «الديانة الابراهيمية» في ظل العولمة ومبدأ التعايش السلمي وقبول التقسيم والنظام الجديد «الولايات المتحدة الإبراهيمية» كأمر تفرضه الظروف والمتغيرات السياسية والإقتصادية خاصة بعد جائحة كورونا؟!
الأشهر القليلة القادمة ستكشف عن الكثير من الملامح المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
ودمتم سالمين.
المصدر : الشاهد