مقالات
همج هم الذين يتناحرون باسم الدين (أ.د. حنا عيسى)
“يتشابه في الدين الإنجليزي والزنجي والعربي والهنديوالفقير والغني لأن الدين لا وطن له ، ولكنك لا تجد وطناً لادين له“
والحروب الدينية لا تختلف في أسبابها وتداعياتها عن أيةحروب أخرى ، إلا في الجانب الفكري لها ، حيث الحربالدينية تتم تحت لواء الدين وتخاض باسم الإله وإعلاءكلمته في الأرض. وهذا أخطر ما فيها ، كون كل طرف دينييعتبر أنه يتحدث باسم الإله وبالتالي يملك الحقيقةوالحق في إفناء الأخر ولا يقبل النقاش ولا المساومة. ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن الفكر الديني يرفض العقلوالمنطق والنقاش ، ورجال الدين الذين خاضوا تلكالحروب اعتبروا ما قاموا به شيء مقدس ، ومن هنا كانتحروبهم أخطر وأعنف وأطول من سواها. وإلى جانب ذلكهناك أسباب أخرى تجمع بين جميع الحروب ومن أهم هذهالأسباب : الأسباب الاقتصادية ، الأسباب الاجتماعيةوالأسباب السياسية.
والحروب الدينية والطائفية عمياء ومليئة بالحقدوالكراهية ورفض الأخر نهائيا ، والكراهية خطرة جداوخاصة عند عامة الناس ، الذين يملكون وعيا محدودا . والحقد والكراهية تمنع الناس المتحاربين من الإحساسبأي شعور بالذنب أو حتى تأنيب الضمير ، فيما يقومونبه من مجازر وأعمال وحشية تفوق التصور بحق الطرفالأخر.
وما الحروب الدينية إلا حروب ايديولوجيات سياسيةلأحزاب وجماعات مالية او اقتصادية من اجل تكريسالنفوذ ، فأبشع الحروب الدينية تلك التي دارت رحاها فياوربا وبالتحديد في فرنسا بين الكاثوليك والبروتستانت ،في احدى وقائعها يتكلم المؤرخون عن تشرد ثلاثمائة الفبروتستانتي في شوارع فرنسا بحثا عن ملاذ آمن ، فهيحروب كانت في حقيقتها صراع نفوذ بين قوى مجتمعية.