شعر وشعراء
حي الشيخُ جرّاح / للشاعر الفذ كامل النورسي
قُـمْ يا ابْـنَ يـوسـفَ وادْرك الجـرّاحا … فالصبحُ اضحى في البلادِ نُواحا
والعُربُ مِن رجسِ الخمـور تَـرنَّحوا … هجروا السيوفَ وعانقوا الأَقداحا
خـنـعوا طـويـلًا لـلـعــدى حُـكـامُــنــا … قـد صـار كُـفــرُ الـخـانـعـين بَـواحا
تـتــكـالــبُ الأمـمُ الـدنـيـئــةِ حــولـنـا … وإِذا بِـهـــم مَـلـؤا الـبــــلاد نُـبــاحــا
بـسـكـوت حــكــامِ الـعـروبـــةِ كـلهم … زرعــوا بــصـدري غَـصَّـةً وجِـــراحا
دهـــــرٌ غـشـــومٌ غــادرٌ لا يــرعـــوي … فأَضــاعَ مِــنـــا الـصـبر والمفـتـاحا
في كــلِّ يــومٍ غــضَّـــةٌ ومصـيـبـــةٌ … قَــتــلــتْ بـقـلـبي الحبَّ والأَفـراحا
فالقدس يلزمهـا رجـالٌ في الوغى … جعلوا الصدورَ العارياتِ سلاحــا
أَرضُ الـمـثـلـث والجليل مع الفدا … فـالمجــدُ صار بِـعـزمـكم وضّـاحـا
هـيّــا أسـتـفـيـقـوا يــا جحافـل أمتي … فـالـذلُّ كان بِـصـمـتـكم فـضّــاحا
فـلـطـالـمــا قـادوا مقـاومة الـعـدى … كـانــوا لــكـــل الــثــــائــرين مراحا
قد جـاء صهيـون الصفـيـق بحـقـده … فـــادْرك أُخيَّ الأهــلَ والـجـراحــا
في الشيخِ جـرَّاح الرجالُ اسْتبسلوا … وغَـدوْا بِـقلب الغاصـبينَ رمـاحـا
وقَــفــوا بِــوجْـــهِ عـــدوِّنـــا بـبـسـالـةٍ … واسْـتـبـدلوا ذُلَّ الـسـنـينَ فـلاحا
في حَـلْـقِ أَعـداءِ الـعــروبــة شـوكـةٌ … بَذلـوا بـسـاحــات الفِـدا الأرواحـا
فالقدس قـدسي لن تـلـين قـنـــاتُـنـا … حتى نُـعيـ،دَ لأَرضـنــا الإصـبـاحـا
وسـيـرحــل الـغـازي اللعين بحـقـده … فـالنصـر في أُفـقِ المدينة لاحـا
يــاربُّ وارســلْ لـلـبـــــلاد مُجـــاهــدًا … يـنـوي بِـقُـــدسِ الأنبيـاءِ صـلاحــا
ويـكـون نـــارًا فوق هـامـات العدى … وارْزُقْهُ في سُـبُلِ النضال نجـاحا