القاهرة- متابعات-“إبن حميدو.. أبو ضحكة جنان.. سُمعة”.. القاب عدة، اشتهر بها الفنان الكبير الراحل إسماعيل ياسين، أحبه الناس لطيبة طلّته، وابتسامته التي لا تفارقه، جسَّد العديد من المونولوجات التي وصل عددها لنحو 36 منولوج، واستطاع أن يحتل مكانة كبيرة وسط القلوب وخاصة لدى الأطفال والسيدات. لكن ما يجهله الكثير بعض الاسرار المؤلمة التى احاطت بالكوميديان في حياته وحتى وفاته المنيّة.
الفنان الراحل هو إسماعيل يس علي نخلة، ممثل مصري ولد بمدينة السويس 1912، يعد من أبرز فنانين الكوميديا. عاش إسماعيل يس طفولة بائسة وحياة غير مستقرة، حيث لم يكمل تعليمه الإبتدائي، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن، فعمل مناديًا أمام محل بيع أقمشة، وقد نمت موهبته وهو صغير، وتأثر بعبد الوهاب وأعد لنفسه ليكون مطربًا. غنى في الأفراح والمقاهي.
ثم نزح إلى القاهرة وانضم إلى فرقة بديعة مصابني، والتفتت إليه السينما حيث قدمه فؤاد الجزايرلي عام 1939 في فيلم (خلف الحبايب). ثم انضم إلى فرقة علي الكسار المسرحية فعمل مطرب ومونولوجست وممثل، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام (1935- 1945)، ثم عمل بالسينما وأصبح أحد أبرز نجوم الزمن الجميل.
تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات اولى زوجاته كانت من سعاد وجدي وهي مغنية مغمورة ولكن طلقها بعد شهرين عندما اكتشف انها تخونه، ثم تزوج من راقصة تدعى ثريا حلمي استمر معها لمدة اسبوع ثم طلقها، ثم تزوج من سيدة تدعى فوزية وهيا ام ابنه الوحيد «ياسين» وقد استمر هذا الزواج حتى وفاة الفنان الكبير إسماعيل ياسين.
أما عن قصة وفاته فيذكر، أن الراحل إسماعيل ياسين ظل يقف أمام كاميرات السينما حتى اللحظات الأخيرة في حياته، وهذا الحرص كان له أسباب منها عشقه للفن والتمثيل ومنها احتياجه للمال في أواخر أيامه. كان آخر فيلم ظهر فيه هو “فيلم الرغبة والضياع” وشاركه البطولة هند رستم، رشدي أباظة ونور الشريف، وعرض الفيلم بعد وفاته.
حيث أنه في عام 1972 بعد فترة طويلة من تجاهل المنتجين للنجم إسماعيل يس وهو ما جعله يصاب بحالة نفسية سيئة، فوجئ بالمخرج أحمد ضياء يعرض عليه دورًا فى فيلم الرغبة والضياع فوافق على الفور، وعند ذهابه لموقع التصوير، فوجئ الفنان بالإستقبال الحافل له فى موقع التصوير، فلم يتمالك دموعه، وظل يبكى أكثر من نصف ساعة، متأثرا بتصفيق العمال والفنانين داخل موقع التصوير.
ورغم أن الدور الذى عرض علي الكوميديان الراحل فى الفيلم يعتبر ثانويا ولا يليق بحجم نجم الكوميديا الذى أفنى عمره لإسعاد جمهوره بأعماله الفنية، إلا أنه اضطر على الموافقة ليعود للأضواء مرة أخرى وعندما انتهى إسماعيل ياسين من تصوير مشاهده القليلة فى الفيلم شاهد الأفيش الخاص بالفيلم ليظهر اسمه رقم 5 بعد هند رستم ورشدي أباظة، ونور الشريف وهياتم.
وهو ما تسبب فى سوء حالته النفسية والصحية أكثر ، ونصحه الأطباء بالإبتعاد عن التوتر والتفكير فى المشاكل والذهاب إلى الإسكندرية وهو ما فعله «يس» خاصة بعدما زادت حالته سوءًا بسبب وفاة أقرب أصدقائه المخرج “فطين عبد الوهاب” حيث جلس أسبوعا فى الإسكندرية
وبعد عودة إسماعيل ياسين إلى القاهرة وصول إلى حجرة نومه وجلس فوق سريره لإشعال سيجارة ولكن الأزمة القلبية فاجأته وأسرع إبنه «ياسين» الذى لم يستطع الإتصال تليفونيًا بأى طبيب بسبب تعطل تليفون المنزل وقام أحد أقاربهم بالاتصال بالإسعاف، وعندما وصل الطبيب إلى منزل إسماعيل يس كان الفنان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، فى 24 مايو 1972 عن عمر يناهز 60 عامًا