فلسطين تراث وحضارهقافلة القدس
مسجد الخانقاة الزاوية الصلاحية أ.د. حنا عيسى / أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
“أنشأ السلطان صلاح الدين الأيوبي الخانقاة الصلاحية ، بعد تحرير القدس من الصليبيين ونسبت اليه ، وأوقفها على الصوفية وهي أول خانقاة أنشئت في القدس بعد تحريرها. كان لهذه الخانقاة دور ملموس في الحركة الفكرية بالقدس ، وهي عبارة عن مجمع معماري كامل مكون من غرف للسكن ومسجد ومرافق عامة ، وخصصت لتعليم وقراءة القرآن الكريم والحديث الشريف“
الخانقاة جمعها خوانق وهي كلمة فارسية معربة معناها بيت الصوفية وقد اقام فيها جماعة من الزهاد يقرؤون القرآن الكريم ويتعبدون ويتبتلون بالعالم ودراسته ونسخ المخطوطات وتجليدها بعيدا عن الزخرف الحياة وقد اهتم صلاح الدين الايوبي بالخوانق وعندما سأل عن سبب اهتمامه بجماعة الصوفية اجاب:“نحن نقاتل باسهم تصيب وتخطأ وهؤلاء يقاتلون باسهم لا تخطأ ابدا “.من المساجد الهامة داخل السور في البلدة القديمة مسجد الخانقاة او الزاوية الصلاحية نسبة لصلاح الدين الايوبي وهو معلم هام من المعالم صلاح الدين في بيت المقدس. يقع هذا المسجد في حارة النصارى بالقرب من كنيسة القيامة ،والراجح في بناء هذا المسجد ان صلاح الدين الايوبي بعد فتح القدس قام ببناء هذا المركز على انه من القلاع الهامة حيث يحتوي البناء على مسجد ومدرسة ومكان عام للجلوس وغرف للقادة والضباط وصالة طعام للغرباء وأهل السبل وغرف صغيرة للحراسة وخلوات تعبدية لصلاح الدين الايوبي ومكان للتدريب العسكري ، وباختصار يمكن القول “ ان الخانقاة مركز اسلامي في مدينة القدس وكان لهذا المركز مقررات من بيت المال من حيث النفقة وقد اوقفه صلاح الدين الايوبي للمسلمين عام ١١٨٩ م (الخامس من رمضان ٥٨٥ هجري ) ومنذ ذلك الوقت حتى الانتداب البريطاني والخانقاة مركز اشعاع حضاري وفكري في فلسطين نظرا لأهميته وقربه من كنيسة القيامة ، نتيجة للظروف العامة التي تمر بها البلاد لم يعد مركز الخانقاة كما كان في الاول ، فالخانقاة تبلغ مساحتها قرابة الدونمين “٢٠٠٠ “ متر مربع ، وكان معظم شيوخ الخانقاة من بني غانم وهي عائلة عربية استقرت في القدس بعد الفتح الصلاحي واستقرت بجوار الحرم عند باب الغوانمه .