ثقافه وفكر حر

تسألنا الأماكن متى نلتقي؟

بقلم : فاطمة كمون تونس 🇹🇳

تأخذ الحياة من أيدينا ريشتنا وتبدأ الرسم ونحن نتهجأ ألوان الحزن والفرح..لاتقل لنفسك إنني عازم على الإختيار عندما تأخذ جوارحك القرار، إلحق بنفسك الشاردة، استرق النظر وامشي بهدوء خلفها كي لاتراك ، ربما الظل يضيع الملامح ونتخفى من بعض العوازل ، المهم ان تتبعها ربما أخدتك لبحيرة خفية …وأعطتك مفتاح أفق جديد في السرمد أجمل …بعض الغياب والتمرد على المألوف يصهل بصوت جواد …هل جربت الخوف من نفسك ؟ ومن الملل ومن تكرار الأفكار …إذهب لذاك المعتزل واستحم بسحر الغيب بعض ومضات الحياة أبوابا مفتوحة، والسماء لصوتك تنظرو تنتظر..
ماذا لو صرخت الأماكن من احتراق الشوق متى نلتقي؟
أآتي إليك ؟
أثوابي كلها طين ورائحة الخجل عالقةٌ على أهدابي والكل ينظر إلي …
أقدامي ثقيلة ، ترى من وضع الأحجار هنا ؟ ومن حدد القوانين والمواقيت..؟وشيّد سور القضبان ..عيوني لاتمل التمعن في تلك التفاصيل الفخمة واجزم اني اتلمس ثناياها رغم رعشة يدي التي عجنت الحروف حين كتبت الغياب …مازالت اصابعي ترسم ادق التفاصيل في عمق الذاكرة .ربما بعض التيه سحب الوقت الى حلمه ، أبحث عن مسلك لايوقفني فيه قطاع الطرق .
أآتي إليك؟ لا تجبني ..
أعلم أن موعد الفراق مسجلا بالدقائق على أجندة مواعيد اللقاء؟ وهو يستصرخ الوداع منذ مصافحة السلام ،اشعر أن ذاكرة النسيان تتغول على الحاضر،لم اكن اعلم انها متوحشة..لم يمنحني القدر فرصة بقاء او ومضة لقاء…يتشابه الحضور بالغياب..لم يعلمني الوقت كيف استخلص من ثواني حضورك عطر الليالي ليتساوى الفرح في لحظة الاشتياق ، وحتى لا اعتكف زاهدة في معبد التمني ،ولا تنطفئ شعلة الانتظارالمكملة للحياة ،كنت استرق السمع لاكون نداء الفجر..كنت اخشى قبل هذه المعادلة ان أنام فارغة من روحي كلما أردت أن أقول لك هل تشتاقني؟،…واعجز .
فحين يكون الصمت، بيان وداع..يتوه الظل المتعب في غابة الانكسار،فتسقط الدمعة الحارقة حروفا على الورق بعد أن تقضي وطرها على الخدّ…فيتحول للوحة لا تتحرك، يمسك أطراف المفردات يبحث عن قارئ يقرأ الكلمات المكتوبة له ،يسقط وشاح الحروف ليلمس عذوبة المعاني التي تنزلق برقة كاشفة عن مفاتنها و خجلها …يعلم اني له وحده أكتب.
يسأل الورق صفحاته البيضاء عن نقاط حرفي ؟ ويسألني المساء ..- ماذا تكتبين احذري الحبر فهو رماد تلك القهوة التي تستمتعين باحتسائها متنكرة في ثوب تلك التفاحة..لا يغرنك صفاء الربيع ألا ترين الغيم ؟ او أنك تصدقين انك أغمضت أعين الشياطين …ألا تعلمين أن الحلم أحيانا هفوة قلب وأنه سلطان الشوق و همس الحنين ، تجتاح حياتي بخطوط ليست برسم قلم ولا لون حبر، بعض الهمسات تنقش نظرة على الروح ، فيرتعش لها الجسد ، وينبض على وقعها القلب، لن اغادرك وفي داخلي زوايا تؤلمني شوقا ..وتفرحني لهفة…أنا هنا أسمع صمتك…أراقبك…اتمناك ..وانتظر منك ولو تلميحا يحييني..لذلك تفرغت لأحتسي احلامي في قنينة الأحرف لأروي أفواه التعب والإحتياج والظمأ .. لكني انتكست فقد كنت أقضي جل وقتي في الإنصات لموسيقى روحك، وصدى همسك ،ولم اتذمر… لانني برغبتي معتقلة في عينيك ومكبلة بصوتك…فلو سألتني عن اسمي وقتها اقسم انني لا أجيب فقد اضعته في تزاحم التيه..
لا تمد يدك عند الوداع فاني اخشى رعشة النبض ودمعة الفراق في مساءات التمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق