“٥”
” تترى، ادّارك، ”
تترى = جاءوا واحدا واحدا منفردين.
ثم أرسلنا رسلنا تترى.
ادّارك = جاءوا واحدا واحدا بنظام.
حتى إذا ادّاركوا فيها جميعا.
تترََا : ليس لها في التنزيل الحكيم مرادفا إلا كلمة: متتابع. وهي كناية عن الترتيب العددي واحدا واحدا، أو وترا وترا( ٣،١، ه، ٧،)
وهي من المواترة اي: المتابعة، ولا يؤخذ باعتبار المسافات التي تفصل بين الواحد والآخر كما في قوله تعالى: ثم أرسلنا رسلنا تترى.
فالمسافة بين الرسل مختلفة فقد تطول وقد تقصر، وقد يخطر ببال البعض أن موسى وهارون أرسلا معا وهذا ينافي قولنا، فنقول: إن موسى كان رسول ربه، وأما هارون فإنه كان وزيرا لموسى ونائبا له. لقول الله:
واجعل لي وزيرا من أهلي* هارون أخي.
ولم يرسله الله إلى قوم برسالة معيّنة. ودليل ذلك في سورة مريم: أنّا رسول ربك.
على لسان موسى وهارون.
متتابع : هو ترتيب زمني بغض النظر عن العدد، أي لا يفصل بينهما فاصل زمني.
فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسّا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم.
فالصيام شهران متتابعان ليس بينهما فاصل أبدا، فإن صام تسعة وخمسين يوما ثمّ أفطر يوما، وجب عليه إعادة صوم شهرين متتابعين من جديد.
تواترت الإبل والقطا: إذا جاء بعضه في إثر بعض غير مصطفّة.
قال ابن الأعرابي: ترى يتري : إذا تراخى في العمل فعمل شيئا بعد شيء.
قال الأصمعي : واترت الخبر : أتبعت وبين الخبرين هنيهة.
الخبر المتواتر : أن يحدّثه واحد عن واحد،
والمواترة : المتابعة.
ولا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينها فترة، وإلا م.فهي مداركة ومواصلة.
قال الراغب: تترى على : فعلى من المواترة،أي المتابعة، وترا وترا، وأصلها واو وأبدلت نحو: ثراث وتجاه، فمن صرفه، جعل الألف زائدة لا للتأنيث، ومن لم يصرفه جعل ألفه للتأنيث.
يتبع….
