نشاطات

من مخطوطات شن المفقودة المخطوطة الخامسة والاربعون ” ويبقى ذكر جفرا حيا حاضرا في الذهون” بقلم : أمين أسعد زيد الكيلاني(شن)

يقول الراوي : عجبت لأمر شن وهو يستمع الى مسامات نسيم الفجر مستمتعا قرب وادي النمل وعند وادي الغضا.وكان النسيم مثقلا باريج زهر برتقال (يافا)، ذلك
(الشموطي) الذي يعاني المخاض قبل الوضع وينتظر زغرودة عصفور أو تغريد نحلة إستبدلت رتابة الطنين بفوضى النشيد.فالطنين والوطن متجانسان.
يمتلئ فم النحلة نشيدا موشحا بشال جدتي الأصيل.
وكانت الشمس تتسلل لواذا نحو الغروب، وتنظر من طرف خفي نحو وادي القرى،لتختفي من قبل أن تدركها عين طبقة فتزيدها وقودا من ملامتها ولهيبا من عتابها،وذلك لانها _ اي الشمس كانت سببا في تخدير العاديات ونحر الهدي من قبل أن يبلغ الهدي محله.وتقصير يوم الدجن أيضا والبطن مرمل،
مما دعى ذلك الى أن تهجر العيس أقتابها.
وعلى ايقاع نشيد النحلة المستبدل من طنينها،
استسلمت عيون شن لجيش الكرى الغازي،وما زالت النحلة تطن منشدة(هدّي يا بحر هدّي طولنا في غيبتنا).فيختلط اللحن الشجي بين نسيج نشيد النحلة وبين نشيج(أبي عرب)
فتهتز توتة الدار لوعة،ثم تعقر رحمها بحبة قمح معتقة من سفح قرية(كفر سبت)،أو ربما ببذرة خروب قد اختبأت في ركن خابية بيت من بيوتات(قرية الشجرة).
وهنا تدمع عين شن وهو يستعيد بذاكرته رحلة شقيقه حنظلة الذي ادبر ولم يقبل وظلت يداه مكتوفتين خلف ظهره ولم يكبر بعد. وكأنه(اي حنظلة)يسأل فاطمة عن خيانة بني قومها لها،وقد.غرقوا عشقا بمفاتن ابنة(ابي جهل القريظي).
وهم لا يبرحون عطرها المصنوع في مواخير العزاء.
يستأنف الراوي قوله فيقول : هبَّ شن من مكانه كمن لسعه الجمر في ليل قر ،يبحث عن ناي(احمد عزيز) وليجمع به أشلاء(جفرا) من ثنايا ازقة الهجر في المخيم ويزرعها من جديد قرب نبع الماء في(الكويكات) الغائر ماؤه حزنا.
تطل طبقة وهي تغرس آهات لوعها في اذن شن قائلة
له:- لقد ضاع(احمد)يا شن بين مكر شفيقة وعناد فكر رفيقة.
فلا شفقت شفيقة، ولا رفقت رفيقة. فيورق الشعر حزنا يتغنى به المظلومون فرحا.ثم يغادر الجمع ويبقى ذكر جفرا حيا حاضرا في الذهون.

أمين أسعد زيد الكيلاني(شن)

عاره _ قضاء حيفا

الاحد :13/12/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق