مقالات
همج هم الذين يتناحرون باسم الدين (أ.د. حنا عيسى)
“يتشابه في الدين الإنجليزي والزنجي والعربي والهنديوالفقير والغني لأن الدين لا وطن له ، ولكنك لا تجد وطناً لادين له“
(الحرب الدينية : كانت الحرب بسبب الدين هي النموذجالسائد في حروب العصور الوسطى والقديمة وكان الدينفي تلك الفترة هو السبب والمحرك الرئيسي للحرب وكانتالحروب تعد نزاعات يتجلى فيها تفوق الهة بعضالشعوب على البعض الاخر وكانت تعتبر حروب خاصةبالآلهة نفسها وبيان لتفوقها.
ويطلق اسم “الحروب الدينية في أوروبا ” على سلسلةمن المعارك الاوروبية التي حدثت في القرنين السادسعشر والسابع عشر الميلادي بعد ظهور حركة الإصلاحالبروتستانتية. ورغم أن الدين لا يدخل أحيانا كسببمباشر ، إلا أن جميع هذه الحروب كانت مرتبطة بالتغيرالديني في تلك الفترة والصراع والتنافس الذي أدى إليه. واستمرت الحروب الدينية بصورة متعاقبة لمدة مئة وواحدوثلاثين سنة بين عامي (1517 – 1648 م)، وجرت فيسويسرا ، فرنسا ، ألمانيا ، النمسا ، بوهيميا ، هولندا ،إنكلترا ، سكوتلندا ، إيرلندا ، والدنمارك.
والحروب الدينية لا تختلف في أسبابها وتداعياتها عن أيةحروب أخرى ، إلا في الجانب الفكري لها ، حيث الحربالدينية تتم تحت لواء الدين وتخاض باسم الإله وإعلاءكلمته في الأرض. وهذا أخطر ما فيها ، كون كل طرف دينييعتبر أنه يتحدث باسم الإله وبالتالي يملك الحقيقةوالحق في إفناء الأخر ولا يقبل النقاش ولا المساومة. ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن الفكر الديني يرفض العقلوالمنطق والنقاش ، ورجال الدين الذين خاضوا تلكالحروب اعتبروا ما قاموا به شيء مقدس ، ومن هنا كانتحروبهم أخطر وأعنف وأطول من سواها. وإلى جانب ذلكهناك أسباب أخرى تجمع بين جميع الحروب ومن أهم هذهالأسباب : الأسباب الاقتصادية ، الأسباب الاجتماعيةوالأسباب السياسية.
والحروب الدينية والطائفية عمياء ومليئة بالحقدوالكراهية ورفض الأخر نهائيا ، والكراهية خطرة جداوخاصة عند عامة الناس ، الذين يملكون وعيا محدودا . والحقد والكراهية تمنع الناس المتحاربين من الإحساسبأي شعور بالذنب أو حتى تأنيب الضمير ، فيما يقومونبه من مجازر وأعمال وحشية تفوق التصور بحق الطرفالأخر.
وما الحروب الدينية إلا حروب ايديولوجيات سياسيةلأحزاب وجماعات مالية او اقتصادية من اجل تكريسالنفوذ ، فأبشع الحروب الدينية تلك التي دارت رحاها فياوربا وبالتحديد في فرنسا بين الكاثوليك والبروتستانت ،في احدى وقائعها يتكلم المؤرخون عن تشرد ثلاثمائة الفبروتستانتي في شوارع فرنسا بحثا عن ملاذ آمن ، فهيحروب كانت في حقيقتها صراع نفوذ بين قوى مجتمعية).