شعر وشعراء
الحقد الدفين/ الشاعر الكبير كامل النورسي
حِـقــدٌ دفـينُ في الفـرنـجـةِ لَمْ يَزَلْ … مِن عهـدِ هـارون الـرشـيـدِ مِن الأَزَلْ
كـانـت بــلادي للـعــــلـــومِ مـنـــــارةً … وبــأرضــهــــا نَـــبـــتـتْ أزاهــير الأمـلْ
ومدافعي كانـت تَــدِكُّ حصــونهم … لِـتُـقـــوِّم الــمِــعــوجَّ فـيـهــا والـخَـلـلْ
وخـيولنـا كانـت تُـغـير على العدى … مثل الصواعق في البوادي والجبلْ
مـا زالــت الأعــداء تـرهـــب بـأْسَــنا … حتى غـرقـنـــا في الـرذيـلـة والـدّجَـلْ
وانـتـابــنـــا طـيـف الجهالة والهوى … لَـمّــا عـبــدنا في مـضـاربــنـــا هُــبَــلْ
صـرنا أسـارى للمـطـامـع والـعِـدى … حتى غــدونـــــا في مـذلَّـتـنـــا مـثـــلْ
وكأن قومي اسْـتــمـــرؤا دار الـخنـا … في كلِّ عضوٍ فـيـهـمو دَبَّ الـشَّـلَـلْ
وشعوبـنـا باتت حـبـيـســة عـجزهــا … والقــائـمـون بأرضنا ألِـفـوا الـفـشـلْ
حـتى أتـــانـــــا مِـن فـرنـســـا حــاقـد … قـــــزمٌ حـقــيـرٌ فـيـــه آفـــاتُ الـعِــلـلْ
مــا كـان هـذا الـغِــرُّ يـرفـعُ صــوته … لو كان في ارض العـروبة مِن بطلْ
فـلـتـقــراِ الـتــاريـخ واعْـقــل جَــيِّـــدًا … كـيـف استجارت في خليـفتنا الدولْ
وأمـــام زعـمـــاء العــروبــةِ كـلِّـهِــم … قــد نــال مِـنْ ديـنــي بأقــوالِ الـزلـلْ
والحاكمـون بــأرضـنــا في غـفــوةٍ … في ركنِ حـانــات الـخلاعــة والـغــزلْ
لـَـهـــوٌ وخـمــرٌ في مواخــير الـزنـــا … قــد أَشـعـلــوا لـيــلَ الضـلالـة بالقبل
قد اشغـلـوهم بالمخــازي ويحهم … والبعض يـخـنع قي مخازيه انْشغلْ
كم مِن شهيد في زنــازنكم قضى … كــم مِــن بـريءٍ في ظلام المعـتـقلْ
لا لا تلوموا من تـطـــول واعتدى … وعلى الشريعة قـد تَـجراَ وانـتَــحــــلْ
أو نـــال من شخص الـنـبــيِّ وآلـه … ورمى بأُمـتـنــا العظـيـمـة بـالـخـبـلْ
هُـوَ لَـم يُـصـادف عصـبـيـةً عربيةً … بـسـيـوفـهـا يأتي المنونُ على عَجَلْ
لـتــردَّ كـيــدَ الـمـعـتــدين لِـنـحرهمْ … ويُـذيـقــهــم كــأْسَ الـمـنــايـا والأَجلْ
فاللوم اولى ان يكون على الذي … سمع الاســاءة لـلـنـبي ومــا انفـعلْ
فهناك من شجب الاساءة مُكْرَهًا … فـتــراه مُـضـطــربًـا تـلـعـثـم بالجملْ
عـذرًا رســول الله يــا عَـلَـمَ الهدى … لا لن يـنــالَ جــلالَ حضــرتـكــم بَــلَـلْ
ستظل فوق الكافرين ومَـكـرهم … وعــدوك المــأفـون بــالحقـد إشْتعلْ
فـغــدًا ســـتــأتـيكم خيول مُحـمـدٍ … بـرجــالِ صــدقٍ في سـنابكها الـجَلَلْ