مكتبة الأدب العربي و العالمي

من مخطوطات شن المفقودة المخطوطة الثانية والاربعون (المقامة الربيعية)

بقلم / امين اسعد زيد الكيلاني(شن) عاره _قضاء حيفا

قال شن في مذكراته،التي ترجم فيها جانبا من حياته،تخليدا له قبل مماته.
بأن الفراش اخبره عن قدوم الربيع،ذلك الفصل البديع.فهب النحل ينشده،وقام النمل من مرقده،والعنادل في الجِنانِ جذلى،وشغاف الجَنانِ بالشوق حبلى.وراعٍ ينفث صادحا في نايه،وفلاح طرب لمواله،وسمفونية صياح الديوك وقرقرة الحجل،يخالطها هديل الحمائم على خجل.
جاءه عكرمة ذكر الحمام،رسول الحب والغرام،يخبره بأن طبقة قد تاقت إليه،وانتابها هاجس الخوف عليه.فشوقها اليه عارم،ولوعها لفقده غارم.فهي ترجو لقاءه، وتحنُّ الى أرضه وسمائه.
هدل شن همسا في اذن عكرمة.ثم ادناه واكرمه.فاخبره عن مكان الملتقى،زمانا ومكانا وصفقا.ففر عكرمة في فرح، وصدره من بهيج القول قد انشرحَ.ليُعلِمَ طبقةً ما قاله شن وما به صدح.
كانت طبقة في انتظاره،وقد بلغ اليوم منه نهاره.فقدم شن من أسفاره،حاملا اسفاره على حماره.وهو معتلٍ صهوة حصانه.الذي كان قد اهتم به وصانه.
حلَّ اولا بوادي الغضا،ولاقى من اهله حسن الولاء والرضا.فمكث فيه ليله،واختار منه خيله.ثم رحل الى وادي النمل،فرحب به الضيف والاهل،ومكث فيه حتى الظهيرة،فاراح حصانه وامتطى بعيره.الى ان وصل وادي القرى،فاستقبلته طبقة بحنان فائض ودمع جرى.
احتضنها شن وهو يبتسم،وقبلةً على جبينها قد رسم.وحضر الناس وهم يهتفون،وبأهازيج افراحٍ ينشدون.

“وافق شنٌ طبقهْ”
مِنْ قلمٍ مِنْ ورقهْ

ليس جديدا فَهُمَا
قصتنا.مَنْ عَشِقَا

غرَّد طيرٌ جَذِلاً
عاد شنينٌ طلِقَا

جاءت طبقة ترفل بملاءة من ديباج أسود،وكحلت عيونها باجود اثمد،والحنّاءُ قد خضّبَ كفها وتاجٌ من ماس فوق عرفها.
فوقف احدهم وهو لها قريب.وتقمص شخص الخطيب.ثم قال ذاك المسخ الغضيب : يا شن،ماذا أمهرت ابنة العم طباق؟وذلك حسب الشرع والوفاق.
قال شن بهدوء، امهرتها قلبي،والبستها حلة حبي،واني قد اشهدتكم على ذلك من بعد ربي.
وقف شن لطلب يد طبقة وأستعد.ثم ذكر الله تعالى وصلى على محمد.وقد خطب خطبة جميلة،مفصلة واضحة طويلة،ثم التفت الى طبقة وهو يبتسم،وقد أستأنف قوله قائلا لطباق دون قسم. اي جمال هذا واي دلال،يا طبقة انت الرجاء وانت المآل.فتضع طبقة راسها على صدره. وتأخذها الغفوة.

امين اسعد زيد الكيلاني(شن)
عاره _قضاء حيفا
9/10/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق