أخبار عالميهأخبارمحلية

الدنمارك 🇩🇰 البحث عن مواهب جديدة تنير طريق النضال السياسي

في مؤتمره السنوي للعام 2020، حزب اللائحة الموحدة الدنماركي اليساري، يتمسك بالموروث الاشتراكي الأصيل، ويكرس نظام التناوب بين أعضائه للمشاركة في البرلمان الدنماركي .

حزب اللائحة الموحدة الدنماركي اليساري ( الحمر والخضر ) هو حزب سياسي اشتراكي، ويعتبر هو الأكثر يسارية في البرلمان الدنماركي، ومن أولوياته القصوى العمل من أجل تدشين اشتراكية يسارية في الدنمارك، وتنظيم كيان سياسي موحد لجميع الاحزاب والقوى والفصائل اليسارية الدنماركية، وإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وإقامة مجتمع اشتراكي متحرر من الطبقية المجتمعية، والبرجوازية، واستغلال الإنسان، والتضامن الاجتماعي، والبيئة،والنمو الأخضر .

تأسس الحزب في العام 1989 بعد مخاضات عسيرة جرت من اجل التعاون والوحدة، بين الاشتراكيين اليساريين،والحزب الشيوعي الدنماركي الماركسي اللينيني، وحزب العمال الدنماركي الشيوعي . لا يوجد رئيس لحزب اللائحة الموحدة، بل توجد هناك قيادة جماعية هي التي تتمتع بصنع القرار، ومع ذلك يعتبر المقرر السياسي للحزب، هو بمثابة الزعيم الذي يمثله في كافة الاجتماعات والمناسبات السياسية العامة، وعلى مستوى البرلمان.

المؤتمر السنوي العام 2020 :
بسبب تفشي جانحة كورونا الفتاك في الدنمارك، في هذا العام عقد حزب اللائحة الموحدة الدنماركي اليساري، مؤتمره السنوي، في يومي 3 و 4 تشرين الأول/ أكتوبر، في ظروف استثنائية صعبة، وذلك عبر اجتماع التواصل الرقمي، حيث تمت خلاله مناقشة جدول أعمال المؤتمر بين القيادة والقاعدة، الذي شمل مختلف القضايا والتوجهات والمشاريع السابقة والراهنة والمستقبلية، التي يتطلع الحزب لإنجازها، ومن ضمنها الاقتراح الذي تقدم به عضو الحزب في البرلمان الدنماركي، المتحدث الرسمي لشؤون النقل والمواصلات، هيننك هيليستد، وأخرين، عن ضرورة تغيير نظام التناوب، الذي ظل مكرسا في نصوص النظام الداخلي لحزب اللائحة الموحدة، منذ بداية التاسيس في العام 1989، وحتى اللحظة، والذي لا يسمح بموجبه لاعضاء الحزب الاستمرار بتمثيل الحزب في البرلمان الدنماركي لأكثر من سبع سنوات، ثم من بعدها يترك المجال لغيره بالترشيح في الانتخابات التشريعية اللاحقة، بحيث يتم تمديده إلى 11 سنة بدلا من 7 سنوات، لكن الاقتراح واجه معارضة شديدة من غالبية أعضاء الحزب، الذين تمسكوا بتكريس وتعزيز ” موروث الحزب الفضي” الذي يضمن عدم استمرار أعضائه في البرلمان الدنماركي لسنوات طويلة، وبذلك سوف لن تتمكن المقررة السياسية للحزب، بيرنيل سكيبر، وخمسة أعضاء برلمانيين اخرين معها من الترشح في الانتخابات التشريعية القادمة.

انقسام في الموقف :
صوت 154 مندوب لصالح جدول أعمال المؤتمر، الذي لا يحتوي على تغيير النظام الأساسي للحزب، بما في ذلك تغيير نظام التناوب، فيما صوت 144 مندوب لصالح جدول أعمال يتضمن تغيير نظام التناوب، وانقسم اعضاء الحزب في البرلمان الدنماركي، البالغ عددهم 13 عضوا، حول التصويت على الاقتراح، فقال المعارضون، أنهم لا يريدون التفريط بموروث الحزب، الذي تاصل خلال كل هذه السنوات، وأن نظام التناوب في الموقع، قد يشجع على العثور على مواهب جديدة، ولديها ديناميكية قوية في التنمية للمستقبل، ولا يعتقدون بان توجد هناك اية اسباب موجبة وملحة لتغيير نظام التناوب، وعلى الاقل في الوقت الراهن، فيما قال المؤيدون، انهم صوتوا لصالح الاقتراح من أجل بقاء واستمرار المواهب القادرة على إكمال المسيرة حتى وقت طويل من الزمن، والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، ولا يعتقدون انه من المناسب بالمطلق عندما يحصل الحزب على مواهب تتصدر المشهد والواجهة، ثم يختفي اثرها بعد ذلك، وربما تصبح أسمائها فقط مجرد تاريخ .

غياب زهرة الماغنوليا:
بموجب تصويت غالبية أعضاء الحزب، على عدم تغيير الميراث الفضي للحزب، والإصرار على التمسك بنظام التناوب، لن تستطيع المقررة السياسية للحزب ( زعيمة الحزب الخالية) بيرنيل سكيبر، التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الدنماركية لقب ملكة التاح، وزهرة الماغنوليا، من الترشح مرة أخرى إلى عضوية البرلمان الدنماركي، ومعها خمسة رفاق ورفيقات، مضت على عضويتهم في البرلمان الدنماركي اكثر من سبع سنوات، وهم مقرر النقل، هيننك هيليستد، والمتحدث باسم سوق العمل، كريستيان جول، والمتحدث باسم التعليم، جاكوب سولفوج، والمتحدثة باسم وزارة الدفاع، إيفا فلافيهلوم . وحدد الحزب في المؤتمر، اسماء 18 مرشحا لخوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة.

بيرنيل سكيبر، التي تتمتع اليوم بأعلى منصب في حزب اللائحة الموحدة، هي من مواليد 10 تموز/ يوليو 1984 في مدينة البورغ، سياسية دنماركية بارعة، ومناضلة يسارية شجاعة وصلبة من أجل دعم قضايا الطبقات الفقيرة والضعيفة في المجتمع، وكذلك قضايا المناخ والبيئة، والدفاع عن حقوق الاقليات المجتمعية في الدنمارك، وحائزة على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كوبنهاجن، وتعتبر من الزعماء السياسيين الأقوياء الذين تعاقبوا على منصب المقرر السياسي في حزب اللائحة الموحدة، وتتمتع إلى جانب جمالها واناقتها بروح المرح والدعابة، والتواضع، ولغة الحوار والبلاغة القوية، وتمتلك حس ومشاعر التعايش الوطني المشترك.

هاني الريس
4 تشرين الأول/ أكتوبر 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق