تعتبر الأخلاق والآداب والتعامل بين الناس ، من أهم أسس الحضارات الإنسانية، لا غنى عنها لأي أمة من الأمم، ولأي مجتمع من المجتمعات، ولأي دين من الأديان . فلغة التعامل بالخُلقِ الحٰسن ضرورية في بناء المجتمعات دينيًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيا. وإنما يقاس المستوى الحضاري للأمم بمقياس مستواهم الأخلاقي؛
وقد عبر عن ذلك الشاعر أحمد شوقي:
وإنما الأمم بالأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وروى الإمام أحمد بن حَنْبَل عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“الإسلام طِيُب الكلام وإطعام الطعام.
” قلت: ما الإيمان؟
قال: “الصبر والسماحة.”
قلت: أي الإسلام أفضل؟
قال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده.»
قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟
قال: “خلق حسن”
وروى ابنُ حِبّان بالإسنادِ الصّحيح أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلم قال:
” ليسَ الشَّديدُ مَن غَلَبَ النَّاسَ ولكنَّ الشَّديدَ مَن غلَبَ نَفسَه ”
وهَذا وَصْفُ من يتحلى بأمورٍ ثلاث ..
أن يَصِلَ مَن قطَعَه
ويُعطيَ مَن حَرَمَه
ويَعفُوَ عمَّن ظلمَه
وقَد جاء ذلك في حديثٍ رواه البيهقي في كتاب الآداب .
وقال الله تعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
[سورة الأنفال: 24]
فإذا علمت وتيقنت أن الله معك، يعلم سرَّك وجهرك، وأنت في قبضته، ومصيرك إليه، ولا بُدّ من أن تعود إليه، لتحاسب عن أعمالك كلها، عندئذ تستقيم على أمر الله، وتستقيم مع ذلك الحياة، عندها فقط نعيش في مجتمع متعاون، متكاتف، متضامن.
الإسلام دين الفطرة، دين الحنيفية السمحة، دين التسامح والمحبة والأخلاق العظيمة.
والتسامح خلق الإسلام كدين منذ أن خَلَق الله الأرض ومن عليها، منذ أن بعث الأنبياء والرسل، فكانت رسالة السماء تُسمّى على مر العصور، وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفية السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة.
جعلنا واياّكم ممن يتحلون بالخُلقِ الحسن