شعر وشعراء

دويلاتُ الدولَر / حسين جبارة

في غفلةٍ مرَّ التترْ
مرّوا حشودًا للأذى
صالوا وجالوا في البراري
والحضرْ
في الساحِ كانوا قوَّةً
نالوا الظَفَرْ
بغدادُ عاشتْ غفوةً
وخليفةٌ مستعصِمٌ
مع قينةٍ يقضي الوطرْ
في مجلسٍ أو حانةٍ
يلهو على ضربِ الوترْ
بخلافةٍ قد جُزِّئت
أضحتْ دُويلاتِ العِبَرْ
لا خطّةٌ ، لا وِحدةٌ
هذا كهذا ، في سُباتٍ غامِرٍ
مستسلِمًا يحيا الضجرْ
_____________
كلٌّ مضى
زالتْ دُويلاتُ الأُسَرْ
في إثرها زالَ المغولُ
بلمحةٍ ثمَّ اختفَوا
صاروا الخبرْ
__________
واليومَ عُدْنا مثلما
عادَ الخطرْ
عُدْنا دُويلاتِ الدولَرْ
لِتُكدِّسَ الأوراقَ لا
تبني مجالاً يُعتبَرْ
في كلِّ إقليمٍ أميرٌ حالمٌ
يهوى السَهَرْ
يهوى حياةَ اللهوِ شهوةَ ماجنٍ
يحيا مَلذّاتِ السَفَرْ
كالشمسِ يبدو في الضُحى
في الليلِ ضوءًا كالقمرْ
_____________
الشعبُ يرضى كِسرةً
لا يشتكي سيفًا بَتَرْ
يَتَعايشُ القانونَ والقانونُ دستورُ النَفَرْ
يعدو عَدُوٌّ في المدى
ومسلَّحٌ ومُدجّجٌ
بالعِلْمِ بحرًا قد هدرْ
عينًا على نفطيْ
على حريَّتي وعلى الرُؤى
حينَ الرُؤى في موطني حُلْمٌ غمرْ
عينًا على أرضي إذا
غيمي على حقلي انهَمَرْ
يبغي بلادي والثَمَرْ
_____________
هذي دُويلاتُ الخَوَرْ
حتّى متى
فأميرُنا مستمسكٌ
بالتاجِ والكرسيِّ شِبلًا مِن صُوَر
يا إخوتي ، لا الشِعرُ راضٍ
لا الأغاني، لا المُنى
ما هانَ يومًا لن يهونَ
بِحَلْفِها قد اقسمتْ
كلُّ الأماني والشجرْ
حتّى الصحاري والحجرْ
قد أقسمتْ مدعومةً
هي قدوةٌ
من خالِدٍ أو من عُمَرْ
قد أقسمتْ
بالرمزِ يعرُبَ والمُضَرْ
منصورةً
في بسمةٍ من طفلةٍ
من حاملٍ في رحمها مُتوثِّبٌ
من مؤمنٍ ومجاهدٍ
صمتاً كسرْ
حسين جبارة 14-11-013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق