خواطر

غياب وطن … هنادي بدر / كندا

في حضرة الجمال تُسلبُ العقول … تَغيب الكلماتُ أو تُغَيَّب …
في حَضرةِ العِشقِ من النظرةِ الأولى ، ترتعشُ الأصابع
وتطبق الشِفاهُ على حروفها فَتغيب الكلمات أو تُغَيّٓب …
وفي حضرةِ الفراق تَدمع العيون … ينفطر القلب ألماً فتغيبُ
الكلمات أو تٌغَيَّب …
في حضرة اللّقاء بعد طول إنتظارٍ تَقف بنا اللحظة …
نريد تجميد الوقت لنَجْتَرَّ سعادَتنا في وقت المٓحلِ من أملٍ ،
هنا أيضاً تغيب الكلمات أو تُغيَّب … و في حضرةِ الأزمات حين تَطيرُ عصافيرنا أو يُسرق منا الطحين … حين يلبس أطفالنا شيئاً من ثياب
و يأكلون بعضاً من سنابل أو يلتحفون التراب …
في أزماتنا تغيب الكلمات أو تُغيَّب …
في حضرة الفرح حين تلقى الأمهات أبناءً غُيِّبوا خلفَ تلال جُرِّدَت
من زيتونها … ويلقى الأطفال آباءهم في المنفى خلف سور يُقَسِّم
اسم العائلة إلى قسمين … في حضرة الّلقاءات ببقايا أجسادِ من كانوا
شباباً قبل بُرهةٍ من الوقت تغيب الكلمات أو ُتغيَّب …
اليوم حين سمعت الخَبر في نشرة المساء طرت فرحاً ، فجدي الختيار انتصر حين صلى على عتبات مسجدنا و في حضرة هكذا خبر تبكي
فرحاً فتغيب الكلمات أو تُغيَّب …
و أخي الصغير دخل باب مدرسته دون أن يفتش الجندي حقيبته المدرسية ، إنه حقاً حدَثٌ تغيب بحضرته الكلمات أو تُغيَّب …
في حضرة كل أمرٍ قد تغيب الكلمات أو تُغيّب …وفي غياب الوطن
تغيب الكلمات و تُغَيَّب …

هنادي بدر
فنانة تشكيلية -كندا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق