فلسطين تراث وحضاره

خسفين … رحلة البحث عن بئرها المفقود / خالد النابلسي

طال البحث عن بئر خسفين في هضبة الجولان ولكن دون جدوى ، ويبدو ان خطأ من سبقنا في البحث عنه في تدوين احداثياته تركنا نبحث طويلا بين حظائر البقر شمال مستوطنة رمات مجشيميم ( רמת מגשימים ) ، ولكن منظر بقايا اخر بيوت خسفين قد شدنا لترك مهمة البحث عن البئر ، وكم هي اثار مدهشة وتثير التساؤلات عن الفترات الزمنية والقدرات التي استطاعت رفع هذه الحجارة الى مواضعها والغاية منها ، وذلك الحجر في احدى القناطر والمنقوش عليه رسومات حول الصليب .

تقع قرية خسفين في الجولان الجنوبي على ارض واسعة منبسطة وارتفاع بين 420 م و 500 م فوق سطح البحر ، تستعمل بعضها للزراعة ومعظمها للرعاية ، وفي أقسام منها تراها مسيجة وقد علقت على اسلاكها الشائكة لافتات تحذر من الدخول اليها لاحتوائها على ألغام .
وخسفين كانت قرية سورية بلغ عدد سكانها عام 1967 حوالي 1630 نسمة اعتمدوا في معيشتهم على زراعة القمح والشعير والذرة والخضروات والزيتون وتربية الابقار والماعز والاغنام ، ويذكر انها مسقط رأس القديس مكسيموس رئيس ديوان ومستشار الملك هرقل ، وكانت مقرا للقوات العربية اثناء الحروب الصليبية وقد سكنها مسلمون ومسيحيون بالإضافة الى البدو الرحل الذين كانوا يقصدون المراعي حول القرية والعيون الكثيرة لسقي حيواناتهم وللعمل اليومي لدى الفلاحين ، وقد أقيمت على أراضي القرية مستوطنة خسفين ورمات مجشيميم ومجمع ماء خسفين – בני ישראל بسعة 7 مليون كوب ويصل ارتفاع الماء حوالي 15 مترا .
من عائلات القرية المسلمة : مرادات ، الفشتكي ، الدغيم ، الحروب ، الرواشدة …
المسيحية : الحجير ، السمارة ، المزيد ، الطعمة ، عطية ، عطا اليوسف ، المطرود …
وتم احتلالها من قبل القوات الإسرائيلية في 10 / 6 / 1967 وطرد سكانها الى دمشق ويعيشون في حارة دويلعة قرب جرمانا
وفي الشمال كانت تقع مزرعة عيون حديد ولم يبق منها سوى برج الماء والمراقبة وحيدا وسط مساحات شاسعة من المراعي واكوام حجارة هنا وهناك ، وعدة رسوم حجرية مثل رسم الهدهد ورسم الكبش ورسم الدرب ودلامين حجرية يقال انها تمثل قبورا قديمة ، وعيون مثل عيون الدبب وعيون أبو يوسف والى الشرق نرى تل الساقي .
للوصول الى اثار قرية خسفين نصل عن طريق 89 في هضبة الجولان ، وشمال رمات مجشيميم وبعد حظائر البقر نجد مدخلا الى اليسار ومنه نواصل سيرا على الاقدام حتى بقايا البيوت القديمة .
او بالاستعانة بالويز : חורבת חיספיא

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق