”
(بهرتني بلدة برقين بشمسها الوهاجة وظلالها الوارفة بهوائها اللافح ونسيمها الوديع بغدرانها الهادئة وسواقيها النواحة بجوار مواشيها وأغاني فلاحيها .. ما أروع مشهد القرية بصومعتها الشامخة وحقولها المترامية وزقزقة العصافير وخضرة الأشجار ونضج الثمار .. كانت القرية هادئة مغرقة في النوم كبارها وصغارها)
(في بلدةٍ لا يتجاوزُ مسيحييها ٦٨ فرداً موزعون في أحيائها الصغيرة بجوار جيرانهم من ال 7500 مسلم ، وعلى بعد بضعة أمتارٍ من المركز التاريخي لبلدة برقين حيث تعلو منحدراً شماليّ البلدة ، تقع أحد أقدم الكنائس المعمرة في العالم والتي تضيف للإرث الأرثوذكسي تاريخاً وصموداً ، اسم هذه الكنيسة يحمل اسم القديس جوارجيوس (الخضر)، لكن قد يُتعارف عليها بشكلٍ أفضل تحت مسماها الأصلي ‘كنيسة شفاء العشرة البرص . ففي هذه البلدة المتواضعة وبالتحديد داخل كهفٍ كان أصله صهريج ماءٍ روماني يعود عمره حالياً لأكثر من ألفي عام ، وقعت معجزة شفاءٍ لعشرة من المصابين بمرض البرص الذّين كانوا ، كما تقتضي شريعة موسى ، معزولين فيه ، وذلك لمنعهم من الاختلاط بباقي سكان مدينتهم خشية أن ينقلوا لهم العدوى ، وأثناء تواجدهم في هذا الكهف ، مرّ عليهم السيد يسوع المسيح له المجد عندما كان في طريقه من الجليل إلى القدس ، وقام حينها بشفائِهم).
“فيروي إنجيل لوقا (إصحاح ١٧: ١١–١٩) أنه “وفيما هو منطلق إلى أورشليم ، اجتاز في وسط السامرة والجليل ، وعند دخوله إلى إحدى القرى استقبله عشرة رجالٍ برص ، ووقفوا من بعيد ورفعوا أصواتهم قائلين : “يا يسوع المعلم ، ارحمنا “. فلما رآهم قال لهم : “أُمضوا وأروا الكهنة أنفسكم “. وفيما هم منطلقين طَهُرُوا. ويكمل الإنجيلي سرد وقائع هذه المعجزة ، “وإنَّ واحداً منهم لما رأى أنه قد برئ رجع يمجد الله بصوت عظيم ، وخرّ على وجهه عند قدميه شاكراً له ، وكان سامرياً . فأجاب يسوع وقال : “أليْسَ العشرة قد طَهُروا! فأين التسعة ؟ ألم يوجد من يرجع ليمجد الله إلا هذا الأجنبيُّ ؟” وقال له : “قم وامض ، إيمانك خلّصَك “.