الرئيسيةخواطر

يوميات العزلة من الكورونا / الاعلامي عرفان عرب

اليوم ١٣ (٥/٣/٢٠٢٠)

كان اليوم مشحونًا بالقلق وانعدام اليقين والأمل في وقت واحد، كان الجميع يترقب كلمة الملكة إليزابيث الثانية إلى شعبها وشعوب الكومنولث في خطاب متلفز، وقالت إن المملكة المتحدة “ستنجح” في حربها ضد جائحة فيروس كورونا ، في رسالة حشدت الأمة من خلالها. لكن لم تمر ساعة على خطابها في الثامنة مساء حتى أعلن ١٠ داوننغ ستريت عن دخول رئيس الوزراء البريطاني الى المستشفى بعد عشرة ايّام من إصابته بالفيروس. اعلان بدل شعور الحشد والأمل الذي زرعته الملكة في نفوس الناس الذين أعياهم القلق والعزل في المنزل والخوف من المستقبل.

كان خطاب الملكة مؤثرًا عكس مخاوف الناس وآمالهم، ولعل اكثر ما اثر في هو قولها: “أيام أفضل ستعود إلينا، سنكون مع أصدقائنا مرة أخرى ؛ سنكون مع عائلاتنا مرة أخرى ؛ سنلتقي مجددا.”

ابنتي لم ارها منذ اكثر من أسبوعين لانها في عزلة ذاتية في شقتها، وكان من المفترض ان تزورنا اليوم لترانا وللتمتع بدفء الشمس، لكن ذلك لم يتحقق.

كانت مشاعري مختلطة طوال اليوم رغم طاقة الحيوية التي خلقها الطقس المشمس والجميل والذي أحيى الدفء في الناس وانا منهم ولكن الكثير من الناس حًرموا منها بسبب تحذيرات الحكومة وتعليمات بالبقاء في البيت وعدم الخروج الا للأسباب التي حددتها: الرياضة بالقرب من المنزل لمرة واحدة، وشراء مواد غذائية أساسية والطبيب او الصيدلية.

وما لفتني اليوم ان مسؤولة الصحة في إسكتلندا استقالت من منصبها لانها كسرت هذه الإجراءات التي كانت هي تحث عليها من خلال اعلان تلفزيوني للبقاء في البيت.

تصوروا ان يحدث ذلك في دول عربية ان يستقيل مسؤول لأي سبب. لا احد فوق القانون هنا في هذه البلاد.

قضيت معظم اليوم وانا في الحديقة اتمتع بدفء الطقس وأنظف وازرع واسقي الزرع والعشب، لكنني اعترف انني لم اكن مسرورا كلية لان هناك الكثير من الناس ومن بينهم ابنتي وأصدقاء يعيشون في شقق وبعضهم ربما لا يتمكن من الخروج للتمتع بالطقس الجميل.

بعد العشاء خرجت مع زوجتي للتمشي في ملعب الغولف الصغير المجاور لبيتنا، وبينما كانت تسير هي بخطى بطيئة قررت ان اجري، وحسنا فعلت. تغيرت نفسيتي للأحسن، وانصح كل من يشعر ببعض الضيق والضجر ان يمارس الرياضة أيا كانت.

انهي وانا اتذكر كلمات الملكة إليزابيث الثانية:

“ستعود إلينا أيام أفضل: سنكون مع أصدقائنا مرة أخرى ؛ سنكون مع عائلاتنا مرة أخرى ؛ سنتقابل مجددا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق