الرئيسيةشعر وشعراء
مِــنَ الـــذّاكِـــرَةِ… الشاعر حسن منصور
كنت وأنا في مقتبل العمر في المرحلة الثانوية أتأثر كثيراً بثلاثة ألوان من الشعر، أولها الشعر الفلسفي الذي يعبر عن تساؤلات الإنسان وحيرته وتوقه إلى اكتناه المجهول، كما في أشعار إيليا أبي ماضي مثلاً…واللون الثاني متصل به وهو الشعر الوجداني بالمعنى الواسع الذي يشمل كل ما له صلة بوجدان الإنسان وعواطفه وانفعالاته وهمومه ويدخل في هذا الباب الشعر الصوفي بشكل خاص… واللون الثالث هو شعر الغزل الرومانسي كما هو عند أبي القاسم الشابي وغيره كمعظم شعراء المهجر، بالإضافة إلى الشعراء الإنكليز من الكلاسيكيين إلى الفكتوريين إلى الرومانسيين إلى الحديثين…. ولا مجال هنا لسرد أسماء من كل جماعة منهم. وأذكر هنا أربعة أبيات كتبتها في عام 1962. وأنا في المرحلة الثانوية، يبدو فيها التأثر بالاتجاه الصوفي والرومانسي ، رأيت أن أوردها هنا كنوع من الذكريات الجميلة التي تشير إلى مدى ما كنا نتزود به من المعارف الثرية في مناهج جادة منذ الصغر وتساعده على تحديد اتجاه تفكيره وتوظيف قدراته وهواياته، فهل سنرى عندنا اليوم مثل مناهج ذلك الزمن الجميل، بشرط أن تراعي التطورات العلمية والتكنولوجية العصرية؟ أتمنى ذلك!. وأما الأبيات المذكورة فهي:
أحب الجمـــال لذات الجـــمال || أحــب الحــياة لذات الحـــياةْ
أحـب الوجــود لذات الوجــود || أحــــب الإلــه لـــذات الإلــه
وما الحبُّ إلا رضىً وانسجامٌ || تغلغل في الروح أحلى صداه
ينـير الطــريق أمــام العــيـون|| ويسكــب في كل قـلــب سـناه
—————————————————-
الشاعر حسن منصور
[هذه الأبيات منشورة في ديواني الأول (بعض الكلمات الأولى) ـ دار أمواج 2014 ـ ص62]