الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة قصيرة من واقع شبابنا المتهور / بقلم نهاي إبراهيم بيم
قصة قصيرة من واقع شبابنا المتهوّر
ذهب فريد الى صديقه مصطفى الشاب الوسيم الذي تعدو ورائه اجمل الفتيات ليتحدث معه بامر ارهقه
مصطفى هذا الشاب الوسيم الذي حسده اصدقائه على حظه مع الجميلات. اتاه مستفسرا وطالبا منه ان يعينه على التعرّف على صبية يقضي معها اوقات فراغه. وبرغم انه كان متلهفا علان يجد من تشاركه صولاته وجولاته. الا انه لم يفلح وقد تعجّب لصديق مصطفى كيف انه بكل سهولة تتراقص من حوله الجميلات. المكان يجمع معا الصبايا والشباب فمنهم من يواتيه الحظ فيجد رفيقة يقضي معها ليلته بفرح ومرح ورقص ولهو حتى تشرق شمس الصباح. ومنهم من يخيب ظنه فيملّ المكان ويخرج ناقما على حظه.
لهذا طلب فريد العون من صديقه مصطفى فهداه على صبية واعطاه نمرة نقالها وبدأ فريد بمعاكستها بطريقة اثارت اشمأزازها كونه يجهل التعامل مع الانثى ولا يعلم ان الانثى تنفر من متلهف يأتيها بهذه الطريقة. فالتعارف يحتاج اسلوبا لتكوّن كجنين ويكبر مع الايام. على ان يبقى الساعي لاصطياد انثى يعتز بكرامته ويسخو عليها بالاهتمام ليسلبها لبها بكلماته رقيقة لطيفة ناعمة فيغدق عليها بالكلام والهمس وارسال الاشواق عبر الهاتف او عند اللقاء. ونسي اننا بشرقيتنا نعتز بالشرف والاخلاق هدفنا المحافظة على عرضنا من هواة التسلية والتلاعب بقلوب العذارى. وحين اثقل عليها
شكته الصبية لاخوتها فطلبوا منها بغضب شديد ان تلقاه ليعلموا من هذا المتطفل المجهول الذي غزا راحتهم واقلقهم واقض مضجعهم بمطاردة اختهم الوحيدة. فحبكوا له مكيدة قصة للقاء تعارف بينهما فوافق على طلبها بلهفة
المحروم. دعاها لتشرب فنجان قهوة معه في مطعم ناء بعيدا عن الخلق ليتمكن من التقرب منها. قد طمع بالاكثر وتحدث معها وتمادى فلم يقوى على الصبر انه متلهف لانثى جلست قبالته غاضبة من اسلوبه وطريقته بالكلام. فاستعجلت اخوتها وحين حضروا لينفّذوا ما خططوه له. مروا من جانبها وقد طلب لها شرابا وفنجانا من القهوة اقتربوا منه وسالوه هل انت سعيد. اجاب بغرور متناه. نعم لماذا تسالون ما هذه الوقاحة لماذا تتدخلون بخصوصيات البشر نفخ صدره معارضا تدخّلهم. فامسكوا به ثلاثتهم واشبعوه ضربا بالعصي تركوه بعد ان سقط على الارض وهم يصيحون نحن اخوتها. وحين ابتعدوا عنه لعنها بغضب وعاد الى البيت ليتّصل بصديقه مصطفى ويشكو له امره وماذا جرى له وكيف اشبعوه اخوتها ضربا قال: انا لم يهمني كل هذا الضرب وكر قدمي ويدي ما همني هو انني دفعت ثمن القهوة والشراب وتركتها لهم ليشربوها هم بعد ما اشبعوني ضربا بعصيّهم..