أصـوغُ مِــنَ الكلامِ عُــــقـــودَ دُرٍّ || لِأُبْـصِـرَ ضَـوْءَهـــا في كُلِّ جــيدِ
وَأَسْـمَــعُ ذِكْـرَهــا في كُـلِّ ثَـغْـــرٍ || فَـأَهْـــتِـفُ ذاكَ يا دُنْـيـا قَـصـيـدي
مِـنَ الأعْـــماقِ تَخْـ،رُجُ أغْـنِـياتي || وَآهـــاتي مِـنَ الـــوَجْــدِ الـوَجــيـدِ
لــيـالِيَ كُـنْـتُ أسْـهَــرُهــا أُغَــنّي || ويُـطـرِبُ كـلَّ أنجُــمِــهـا نشـيـدي
فَـتُـشْـرِفُ مـنْ أَعـالـيـهــا وَتَدْنــو || وَتـنْـشُـرُ نــورَهـــــا في كُـلِّ بـيــدِ
فَــأَقْـطِــفُـهـا وَأَنْـظِـمُـهـا لِـتَغْـــدو || فَـــرائِـدَ حِـلْـيَـةِ الْعِـــــقْــدِ الفـَــريدِ
تُحـــيلُ اللـيْـلَ فَجْــراً لـيسَ فــيـهِ || سِـوى فَـرَحٍ يَـلــوحُ كَـفَــجْـرِ عــيدِ
وهَــلْ أَحْــلى وَأَعْـذَبُ منْ نَشـيـدٍ || يُـرَدِّدُهُ صَـــدى قَـــلـــبٍ سَــعـــيـدِ
يُعــانِـقُ زَهْــــرَةَ الـدّنْــيـا بِحُــبٍّ || وَكَــمْ يَصْحــو عَــلى حُـلُــمٍ جَـديـد
فَـلـيْـتَ العُـمْـرَ لا يَمْضي سَريعـاً || وَلا سَــــنَـواتُــهُ بِضْــعُ العُـــقــودِ
***********
وَأَمْـضي مُسْــمِـعـاً دُنْيـايَ لَحْـنـاً || عَـلى قــيـثـارَةِ العَـيْــشِ الــرَّغـــيـد
وَقَـــلــبي كـاتِـمٌ مـــا كـانَ فــــيهِ || يُــزَمْـجِــرُ مــنْ بُـروقٍ أوْ رُعــودِ
أُحَـــوِّلُـهـــا إلى لَـحْــنٍ جَـــمـيـلٍ || فَـمـوسـيـقى السَّـمــاءِ بِلا حُــــدودِ
تُـبَـشِّـرُنا بِغَــيـْثٍ سَـوْفَ يَهْــمـي || وَيَسْـقي أَنْـفُـساً ظَـمِــئَـتْ لِــجـــودِ
وَيُـرويـهــا وَيُشْـبِـعُــهـا سَــلامـاً || وَيُـنْـبِـتُ في النُّفوسِ جَنى الحَصيدِ
فَـإِنْ قَسـَـتِ اللّـيالي وَاسْـتَحــالَتْ || إلى قَـــحْــطٍ، وَمِنْ بـيــضٍ لِســودِ
فَــفي قـيـثـارَتي سَـلـوى فُــؤادي || وَسَــلْـوى كُـلِّ مَـكْـلــومٍ عَــمــــيـد
أَصوغُ مِنَ الكَلامِ طُقـوسَ حُزْني || وَأَعْــزِفُــهــا عَـلى لَــحْــنٍ وَئـيـــد
فَــيا لَلّهِ كَـــمْ أهْــــوى الـقَـــوافي || وَكَــمْ أهْـوى صُدوري أوْ وُرودي
أُتَـرْجِــمُ مـا يَضِــجُّ بِـهِ فُــــؤادي || بِـعَـيْـنِ الــوَعْـيِ وَالفِـكْـرِ الـرَّشـيدِ
**********
وَهَــذا العُـمْــرُ ماضٍ في خُـطاهُ || يَـغُــذُّ السَّـيْـرَ لِـلْأَمَـــلِ الـبـَعـــــيـدِ
كَأَنَّ الشِّــعْـرَ يُطْـرِبُهُ فَـيَـمْــضي || عَـلى سَــنَـنٍ يَســيـرُ بِـلا مَـحــــيـد
وَإِنّـي لا أُبـــالي بِـالـــلــــيــالـي || وَلا بِالـمَـــوْتِ عَـــنْ هـذا الـوُجـودِ
لِأَنَّ الجَــوَّ مَـفْـــتـوحٌ لِـــروحي || تُـحَـــلّــقُ فـي السَّـمـاءِ بِلا قُــيـــود
تُـرَفْــرِفُ فــيهِ طَـيْراً مِنْ أَثـيـرٍ || وَمِــنْ نــورٍ يُـحَـلّــقُ في صُــعــودِ
وَتُـنْـشِـدُ كُـلّـمـا ازْدادَتْ عُــلُــوّاً || بِـألْـحــانِ الـمَـحَــبَّـةِ وَالْـخُـــــلـــودِ
وَتُـرْسِلُـهـــا إلى الــدُّنْـيـا سَلامـاً || يَطــيـرُ بِـنَـقْــلِـــهِ أَحْـــلـى بَـريـــد
وَحُـــبّـاً تَـطْـمَــئِــنُّ بِـهِ نُـفــوسٌ || تُـعـــانِــقُـــهُ بِـإيـمــــانٍ وَطـــــيــد
لأنَّ الـحُــبَّ يَـكْـفُـــرُ بِالْـحُــدودِ || وَيَـعْــبُـرُ كُــلَّ أَرْضٍ أوْ صَـعـــيـد
كَــذا الإنْسـانُ إِنْ صَدَقَ الـنَّوايا || أَطــاحَ بِـكُـلِّ شَـــيْـطــانٍ مَــــريــد
الشاعر حسن منصور
من المجموعة الثالثة عشرة (ديوان جديد) ص 59