الصمت إجابة لا يتقنها معظمنا
وقول الحق رحمةً لعباده الأتقياء ! ولكن معظمنا بارع بالصمت ازائها
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
قالوا اسكت وقد خُوصِمْتُ قلتُ لهم: إنَّ الـجوابَ لِبابِ الشـرِّ مفتـاحُ
والصَّمْتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأُسْدَ تُخْشَى وهي صامتةٌ ؟ والكلبُ يخسأُ لعمري وهـو نبَّاح
– قال صلى الله عليه وسلم:” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت “. حديث صحيح.
– وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: ” إذا تم العقل نقص الكلام “، وقال:
” بكثرة الصَّمْت تكون الهيبة ”
– وقال عمرو بن العاص:”الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل”.
– وقال لقمان لولده: ” يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم؛ فافتخر أنت بحسن صمتك ”
.
– وقال وهب ابن الورد: ” بلغنا ان الحكمة عشرة أجزاء تسع منها بالصَّمْت والعاشر في عزلة الناس “.
– وقال الإمام الشافعي: ” إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم, وإن شك لم يتكلم حتى تظهر .
إذن الصَّمْت.. هو العلم الأصعب من علم الكلام، يصعب أحياناً تفسيره، وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة، وقيل قديماً: إنَّ الصَّمْت إجابةٌ رائعةٌ، لا يتقنها الآخرون.
ولكن ماذا عن قول الحق !! هل نصمت إزاءها ؟
كلمة الحق
هي كالمطر النازل من السماء؛ حيث تسيل به الأودية، وتفيض به العيون، وتسقى به الأرض بعد موتها، وينتفع بها الخلق
منافِع شتَّى، وأمَّا الباطل فلو كان كثيرًا كثيفًا، فمآله إلى زوال وسفال واضمحلال؛ {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد: 17].
الاحبة في الله
إنّ قول الحق لهو الحق نفسه فقل الحق ولو كان مراً و لا تخشى في الله لومة لائم …. فهل في نفوسنا من قول الحق ….
او قوة قول الحق فأنها مكارم الاخلاق.
ففي هذه الأيام كثرت بيننا المجاملات، فتجد منا من يسكت ويتناسى عن الحق وهو يعلم أن ذلك خطأ، ويخفي الحقيقة
ويتذرع بأنه ليس له دخل وان هذا ليس من شأنه..
وقال أحدالحكماء قديما ” إذا دعت قدرتك على ظلم الناس ، فتذكر قدرة الله عليك ”
وعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يحقرن أحدكم نفسه قالوا يا رسول الله كيف يحقرن احدنا نفسه
قال يرى أن عليه مقالا ثم لا يقول فيه ، فيقول الله عز وجل ما منعك أن تقول في كذا وكذا فيقول خشيهَ الناس فيقول فإياي
كنت أحق أن تخشى “حديث حسن .
فكلمة الحق وان عزّ ان يقولها منا الكثيرون هي :
قذيفة ربَّانية في وجه الباطل، تُزلزل كيانه، وتحطم أركانَه، وتقهره وتُهلكه، حتَّى يصل الهلاك إلى دماغه؛ فيعطب ويتلف،
يقول تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18].
فعلينا أن يقول الصدق وأن ننطق بالحق، ولو كره الناس ذلك
، لقوله تعالى:وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور [لقمان:17].
وقوله تعالى:وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187].
واعلموا أنّ ثمرات قول الحق لا بد أن تنضج .
فكم منا اذا دعي لقول الحق ينطق به ؟
الأخوات والاخوة الاحبة في الله مع حلول ايام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة ارجو الله ان يبلغنا وأحبتنا وأيًّاكم فرحة العيد لا فاقدين ولا مفقودين .
كل عام وانتم بخير .