ثقافه وفكر حر
“البريتسل البافاري” بأيدي خبازين فلسطينيين
همسة سماء الثقافه
البريتسل في رام الله! إنها فرصة جيدة لتعليم الفلسطينيين طريقة عجنها وخبزها، ضمن اسبوع الطهي الذي نظمه المركز الثقافي الالماني الفرنسي. DWعربية تابعت فعاليات دورة صناعة البريستيل الألمانية.
عندما وصل فريق DW إلى أكاديمية السيزر لتعلم فنون الضيافة الواقعة على تلة الماصيون في رام الله، كان المشاركون يحضرون الاواني وأدوات الطهي اللازمة، كما وضع آخرون قبعات الطهي على رأسهم ليكتمل زي الطبخ الخاص بهم. وهم الآن على استعداد للتعرف على كيفة إعداد البريتسل الالماني وتذوقه.
أعطى “الشيف” الكبير لوتر روتر تعليماته وذكر قدر الكميات الدقيقة من المواد اللازمة بلهجة بفارية تصدح في المطبخ، وتلقاها المشاركون عبر مترجم من معهد غوته، ثم بدأ سماع أصوات محركات آلات العجين المكون من الطحين والسكر والزبدة وغيرها.
البريتسل منذ العصور الوسطى
يستمع الخبازون الفلسطينيون لنصائح مدربهم باهتمام بالغ، خاصة في مرحلة تشكيل البريتسل والتي تصنع على شكل عقد دائرية، وحسب المناطق الألمانية هناك البريتسل الحلوة أو البريتسل المملحة، في أشكال وأذواق مختلفة. ويعود خبزها إلى العصور الوسطى.
ويقول منسق الأنشطة في معهد غوته السيد فرات ابراهيم، خلال لقاء مع DW عربية ان ورشة تعلم اعداد وطهي خبز البريتسل الالماني يندرج ضمن أسبوع الطهي الذي ينظمه المركز الثقافي الالماني- الفرنسي، لتعريف المجتمع الفلسطيني بالاطباق والمعجنات والحلويات الالمانية والفرنسية وتعلم طرق إعدادها، وتعد البرتسيل من أبرز تلك المعجنات الالمانية اللذيذة. وفي إطار التبادل المعرفي يتم أيضا التعريف ببعض الأطباق الفلسطينة مثل المسخن.
بين البريتسل والمسخن
شارك في ورشة العمل 25 شخصا ومنهم خبازون محترفون وطلاب الفندقية وربات بيوت أوسيدات من جمعيات نسوية فلسطينية، ومن بين المشاركين الطاهية المحترفة لبنى من جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية والتي تشرح في حديث معDW أهمية مشاركتها في هذا النشاط وتقول:” إن تبادل أصناف الطعام يعد جزءا من الهوية لكل شعب، وقد كنتُ فخورة بأن قدمتُ طبقا فلسطينيا أصيلا، إذ شرحت كيفية إعداد طبق المُسخّن المضاف اليه السماق واللوز، وفي المقابل اكتسبت مهارات جديدة في التعرف على فَن الخَبز الألماني، خاصة على أيدي خبير محترف في إعداد الفطائر الالمانية، وكلي أمل أن أتعلم المزيد عن المطبخ الالماني”.
لا يكتفي الخبير القادم من مدينة أوغسبوغ وهو مؤسس مدرسة “باك تسايت باك شتوديو” Backzeit Backstudio باعطاء التعليمات، بل إنه يتجول بين المشاركين ويقدم النصيحة لكل شخص، ثم تحدث إلىDW قائلا: “لقد تفاجئت من مستوى الاحتراف لدى المشاركين في العجن والخبز ومدى تلهفهم على تعلم وتطبيق كيفية إعداد وخبز البريتسل الالماني، إنهم منفتحون على تعلم الطهي من الثقافات الاخرى “.
وتخللت عمليات العجن والخبز أجواء من المرح والمزاح في أوساط المشاركين، إلى أن أخذت رائحة خبز البريتسل تفوح وتملئ المكان.
البريتسل الفلسطيني
تذوق البريتسل مع الجبن لحظة انتظرها الجميع طويلا، لحظات حتى ارتسمت علامات الاعجاب على الحضور وعلت صيحات يا الهي، إنها لذيذة ! و البعض رددها بالالمانية “ليكر”!
اعتبرت المشاركة رغد شنطي في حديث مع DW أن مذاق البريتسل أنعش ذكرياتها الجميلة و الاوقات التي قضتها في المانيا، والآن أصبحت البريتسل في رام الله!
وعقب اختتام الدورة التدريبية، عبر مؤسس اكاديمية الطهي واعداد الخبازين عن سعادته خلالزيارته الاولى للاراضي الفلسطينية وقال ل DW: “أحببت مدينة رام الله من أعماق قلبي، الناس لطفاء كثيرا، تعلمت في هذه الزيارة كيفة اعداد الطبق الفلسطيني الشهير المسخن، واحببت كثيرا السماق، إذ لم أكن أعرفه من قبل، فقد أضفى مذاقا لذيذا على طبق المسخن الشهي”.
وبالرغم من زيارته القصيرة للاراضي الفلسطينية، الا انها تركت انطباعا جميلا لديه كما يقول وأضاف: “إنه شعور جميل أن أرى البريتسل تعجن وتخبز بأيدي فلسطينية”، كما عبر عن أمله في أن يشاهد خلال زيارته القادمة البريتسل البافارية على رفوف المخابر الفلسطينية حتى يمكنه تذوقها هناك.