واشنطن : الاردن سيبقى مسؤولا عن الاوقاف الاسلامية
ماذا ينفع ذلك في ظل اعتبار القدس عاصمة اسرائيل ؟
اجتمع نائب الرئيس الاميركي بينيس بالملك الاردني عبدالله الثاني في العاصمة عمان اثناء زيارته للاردن، وجرت محادثات بين الوفد الاميركي برئاسة نائب الرئيس الاميركي وبين ملك الاردن عبدالله الثاني. وتم التباحث في العلاقات الاميركية – الاردنية.
ثم تم التركيز على بحث موضوع القدس، واعلن الاردن اعتراضه على اعتبار القدس عاصمة اسرائيل، وانه وفــق القرارات الدولية تم الاتفاق على اقامة دولتين، دولة اسرائيل ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
كذلك قالت القوانين الدولية وقرارات مجلس الامن ان موضوع القدس يبقى في التفاوض النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين. الا ان خطوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة اسرائيل ضرب القوانين الدولية كلها وجعل الولايات المتحدة تضرب شعور المسلمين والمسيحيين لان مدينة القدس المحتلة بإعلانها عاصمة اسرائيل هي مدينة تضم المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة وكنيسة القيامة للسيد المسيح.
وقد رد الطرف الاميركي بأن الاردن سيبقى مسؤولا عن الاوقاف الاسلامية في القدس. لكن الجواب الاردني كان ماذا يفيد اذا قمنا بتعيين 10 مشايخ لمتابعة والاشراف على المسجد الاقصى او مسجد قبة الصخرة او قمنا بتعيين 4 مطارنة لدير كنيسة القيامة المسيحية، ما دام انكم قررتم من خلال قرار الادارة الاميركية ان القدس عاصمة اسرائيل وان اسرائيل شرعت في بناء 340 الف وحدة سكنية في القدس، وانه بعدما كان سكان القدس هم 800 الف نسمة وبسبب تهويد اسرائيل للقدس انخفض عدد الفلسطينيين الذين يسكنون مدينة القدس الى 300 الف مواطن فلسطيني في القدس.
لكن اميركا قالت الى الاردن بطريقة مباشرة انه اذا عارض الاردن مبدأ قرار الرئيس الاميركي ترامب باعتبار القدس عاصمة اسرائيل فان المساعدات الاميركية الى الاردن والتي تبلغ مليار وربع مليار دولار في السنة سيتم توقيفها، والاردن هو في وضع اقتصادي صعب وتستعمل الولايات المتحدة المساعدات الاميركية الى الاردن لاجباره على التخلي عن القدس وتسليمها الى الاسرائيليين نهائيا، وهذا ما رفضه ملك الاردن الملك عبدالله الثاني.
كذلك فان السعودية التي كانت تقدم مليار دولار سنويا الى الاردن كمساعدة ابلغت الاردن ان قرار ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان هو وقف مساعدة مليار دولار من السعودية الى الاردن ما لم يوافق الاردن على قرار الرئيس الاميركي ترامب باعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لاسرائيل.
ومع ذلك فقد رفض الاردن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وقال اننا لا نعترف الا بالقوانين الدولية وقرارات مجلس الامن. وان القدس التي تضم الديانات الثلاث المسيحية والاسلامية واليهودية يجب ان تبقى موضع نقاش وبحث بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وان القدس الشرقية هي جزء من فلسطين وعاصمة فلسطين.
لكن الموقف الاميركي والموقف السعودي رد على الاردن بأنه سيقطع المساعدات الاقتصادية، اذا لم يخضع ملك الاردن لقرار ان القدس هي عاصمة اسرائيل. ومع ذلك صدر بيان في عمان بأن الاردن لن يتخلى عن مبدأ ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلســطينية، وان تجويع الشعب الاردني من قبل السعودية، اضافة الى وقف المساعدات الاميركية بقرار صهيوني ضد الاردن هي قرارات داعمة للظلم ضد الشعب الفلسطيني وخاضعة لقرارات اسرائيل. والاردن لن يقبل هذا الامر حتى لو ادى هذا الامر الى تجويع شعب الاردن.
اما الشارع الاردني فقد هبّ منتفضا ومتظاهرا ضد مطلب نائب الرئيس الاميركي ومطلب السعودية بإجبار الاردن على القبول بالقدس عاصمة لاسرائيل. وسارت مظاهرات قوية في كافة الاراضي الاردنية وبخاصة العاصمة عمان داعمة لموقف ملك الاردن ضد القرار الاميركي والسعودي حيث ان ملك الاردن رفض الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وظهرت في المظاهرات لافتات : لا نريد المساعدات ولا نريد الغذاء بل ان دمنا هو فداء القدس وفداء فلسطين. وهكذا توترت الى حد ما العلاقات الاردنية – الاميركية خاصة ان علاقة السعودية بالاردن متوترة جداً لان الملك الاردني عبدالله الثاني رفض بقوة طلب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، وان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان هدد بوقف مساعدة السعودية للاردن والتي قيمتها مليار دولار، اضافة الى وقف كل الانواع التجارية بين الاردن والسعودية. ومع ذلك رفض ملك الاردن طلب محمد بن سلمان وقال ان الشعب الاردني كله لن يقبل التنازل عن القدس، وان اي عربي واي مسلم لن يقبل التنازل عن القدس الشرقية حيث مراكز العبادة الاسلامية والمسيحية.