كان يوما روتينيا من ايام الدراسه في المرحله الاعداديه ومعلم الفيزياء منهمك في الشرح عن الرافعه ومركز الثقل وعلى اصبعيه اثار الطباشير وهو يرسم على اللوح ليسهل علينا فهم الموضوع .
والطلاب يصغون اليه تاره وينظرون الى اللوح تاره اخرى والصمت يخيب على غرفه الصف وكأن على رؤوسنا الطير .
وفجأه صاح احد الطلاب الجالسين بجانب الشباك المطل على الشارع الرئيسي للقريه بصوت منكر هيا اخرجوا من الصف يريدون ان يهدموا بيتا في مدخل القريه فنظرنا الى الخارج فأذا بجرافه ضخمه وقوات كبيره من الشرطه مدججين بالأسلحه والهروات يطوقون المكان .
وثار الطلاب وتعارك بعضهم مع المعلم وهو يحاول منعهم من الخروج خوفا عليهم ولكنه لم يفلح.
وانتقلت الثوره والغضب الى الصفوف الاخرى كالنار في الهشيم ثم في المدرسه كلها وخلت الصفوف ولم يبقى للمعلمين الا ان يحاولوا منع الطلاب من الاقتراب من الشرطه .
وبدأت عمليه الهدم وعلا الغبار في المكان وفي وقت قصير اصبح البيت كومه من الركام .
وجلس اصحاب البيت واقربائهم تحت اشجار الزيتون ينظرون واعينهم مغرورقه بالدموع وقلوبهم تعتصر والدم يغلي في عروقهم .
كيف اصبح بيتهم اللذي كلفهم شقى اعمارهم اثرا بعد عين .
وانسحبت قوات الشرطه وخرجت مظاهره صاخبه ضمت كل عائلات القريه ورفعوا الشعارات المناهضه لسياسه الهدم والخنق والتضييق وساروا حتى وصلوا الى المدخل الرئيسي للقريه .
في هذا اليوم اختفت العائليه والحمائليه واضمحلت الخلافات واصبحوا على قلب رجل واحد .
وخلال فتره قصيره جرت حمله تبرعات كبيره واظهرت كرم اهل القريه ومعدنهم الاصيل .
واختفى الركام وانقشع الغبار وتم بناء بيت جديد بين اشجار الزيتون وتستمر المعركه مع الغاصبين المعتدين سارقي فلسطين.
نكون او لا نكون .
وتستمر الحكايه وسنه الله في الكون فمن الركام الى قيام بيت جديد كما انه من الموت تخرج الحياه .
خواطره كسلاويه .