الرئيسيةشعر وشعراء

الغرامُ الأولُ – للشاعر أسامة مصاروة

نظرْتُ إلى فؤادي في ذهولِ
وبعدَ جَفافِ عقلٍ كالكهولِ
أيُعقَلُ أنّهُ لمْ ينسَ حُبًا
برغمِ مرورِ موجاتِ الفصولِ
أيُعقلُ أنّهُ ما زالَ حيّا
وقد بلغتْ مشاعِرُهُ عِتيّا
أيُعقلُ حينَما عبَرَتْ أمامي
يَعودُ مُتيَّما شَغِفًا شجيّا
كأنّا قبلَ ثانيَةٍ جلسْنا
وموجُ البحرِ يسمَعُ ما همَسْنا
كأنّا لمْ نزلْ نهوى حديثًا
ونَنْقُشُ فوقَ صخْراتٍ هَوَسْنا
تقاليدُ الورى قدْ أرهَقتْنا
وحتى دونَ ذنْبٍ فرَّقتْنا
تكالَبَ كلُّ نمّامٍ عليْنا
بكلِّ وشايَةٍ حتى احْترَقْنا
لَعمْري كيفَ للْأعرابِ نصْرُ
وَهُمْ للْحبِّ والعُشاقِ نُكْرُ
وهلْ في الكوْنِ أسمى مِنْ غرامٍ
يُصارِعُ جَهْلنا والْجهْلُ شرُّ
أجلْ فالجهلَ يقوى أوْ يَحيقُ
بمَنْ مِنْ جهْلِهِ لا يسْتفيقُ
فكيفَ لِحُبِّنا ويْلي بَقاءٌ
وَعُرْفُ الجاهليَّةِ لا يَطيقُ
فصولٌ قد مضَتْ بغرامِ عُمري
غرامٍ خِلْتُهُ ولّى بِهجْري
غرامٍ عاشَ مدفونًا سنينا
على مضَضٍ وفي أعماقِ صدْري
أُسائِلُ مُهْجَتي هلْ مِنْ فِرارِ
لِصَبٍّ ظلَّ عُمْرًا بانْتِظارِ
فقدْ شعَّ الهوى في القلبِ فورًا
كَشمسٍ نوَّرَتْ وجْهَ النهارِ
لقد عبَرَتْ على عَجَلٍ أمامي
ولمْ تسمعْ ندائي أو سَلامي
فكيفَ تَرى حنيني واشْتياقي
وتلْمَحُ لوْعتي وَسْطَ الزحامِ
عجيبٌ بل غريبٌ أمْرُ قلبي
وحتى أمرُ أشواقي وحُبّي
لعلّي لستُ أنسى عشقَ عُمري
وَإنْ مرَّتْ رزايا فوقَ درْبي
شريطُ غرامِنا كالسّهْمِ مَرّا
وبالتفْصيلِ حتى انْ كانَ مُرّا
ولكنَّ الأشدَّ غرابَةً لي
رأيتُ حبيبتي بالقلبِ بدْرا
وبينَ الناسِ أجمَلَ ما تكونُ
وإنْ مَرَّتْ على حُبّي سُنونُ
فإنْ تجِدوا الكلامَ بِغيْرِ صِدْقٍ
أقولُ وَهلْ لكمْ مثلي عُيُونُ
د. أسامه مصاروه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق