مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة_سارة _الجزء_الثاني _والثالث

قامت عفاف بتسميم عقل اسماء بالاكاذيب وشحنها بالكراهية اتجاه سارة في ذلك اليوم ممن جعل اسماء تشعر بالخوف من المستقبل بسبب ما قالته لها عفاف

حقد عفاف اتجاه سارة يعود الي ما قبل زواج احمد والد سارة من اسماء حيث ان عفاف هي تسكن بالقرب من منزل احمد وكانت ارملة تعيش مع والدها ووالدتها وشقيقها

بعد ان توفي زوجها في حادث سير بعد زواجها باشهر قليلة ولم يكن لديها أبناء و عندما توفيت والدة سارة وعلمت عفاف بنية احمد بالزواج كانت تحلم بان تكون زوجة له لذلك ابدت اهتمامها بإبنته الصغيرة في بادئ الأمر وكانت آملة بان يتزوجها احمد

ولكن عندما تزوج احمد من اسماء امتلأت عفاف بالغيرة وضمرت الحقد في نفسها لاحمد وأسرته وكانت قد اقسمت على نفسها بتدمير هذه الاسرة لذلك عندما سنحت لها الفرصة ارادت اغتنامها وتنفيذ مخططها السيئ

مرت الايام والشهور وعفاف كانت تشحن اسماء بالكراهية اتجاه سارة في كل يوم وكانت اسماء في حيرة من امرها، فهي تحب سارة، ولم تري شيئا سيئا منها ولكن خوفها من المستقبل هو ما جعلها تفكر في كل ما تقولها عفاف.

عندما تخرجت سارة من مرحلة الاساس ودخلت المرحلة الثانوية وكانت في السنة الاولي لها بدأت اسماء تشعر بالخطر الذي اخبرتها به جارتها عفاف خاصة وان سارة كانت متفوقة علي بناتها في الدراسة وقد بدا اهتمام احمد  بإبنته سارة يظهر جليا، فبدأت تغيير من معاملتها.

واول ما قامت به اسماء هو التفرقة بين سارة وابنتيها صفاء ومروة ثم قامت بطرد الخادمة الإفريقية لتجعل سارة تحل مكانها لتقوم بأعمال المنزل

واخبرت زوجها ان الخادمة لصة وانها قامت بسرقة بعض النقود لذلك قامت بطردها عندما اخبرها بانه سيبحث عن خادمة اخرى طلبت منه ان لا يفعل واخبرته ان لا داعي لذلك، فهي وبناتها سيقمن بعمل المنزل.

فبدات اسماء تنفذ كل ما تخبرها به جارتها عفاف ومن هنا بدأت رحلة العذاب لسارة التي كانت لا تدري ما اصاب زوجة والدها التي كانت تحبها جدا لتصبح فجأة بهذة القسوة.

كانت سارة تعيش كل هذا العذاب بصمت ولم تخبر والدها بالأمر كانت اسماء تظهر حبها واهتمامها بسارة عندما يعود والدها وتقسو عليها عندما يسافر تهينها وتعذبها وتضربها،

وقامت بتحريض شقيقاتها ضدها واخبرتهن بان سارة ليست شقيقتهن فبدان يكرهنها ويقمن بإغاظتها ولكن سارة كانت تتحمل كل هذا بصمت.

انقضي العام الاول ونجحت سارة في امتحاناتها واجتازت الصف الأول الثانوي وبدا العام الجديد وكانت سارة تحلم بان الامور ستتحسن في يوما ما ولكنها كانت مخطئة

مرت الايام والشهور ولازالت سارة تعيش في العذاب والمعاناة الدائمة ولكنها، لازالت تتحمل كل ذلك بصمت فكرهنها شقيقاتها وبدأنا بإحاكة المكائد ضدها
وكان الامر يزداد سود كل يوم وسارة لازالت صابرة ولا يشغل بالها سوي نجاحها في دراستها.

مرت السنة الثانية واكملت سارة الفصل الثاني من دراستها الثانوية وبدأت السنة الجديدة واستعدت سارة لسنة فاصلة في حياتها الدراسية، فهي الان علي اعتاب التخرج من المرحلة الثانوية ودخول مرحلة جديدة وهي الجامعة.

مع بداية العام طلبت سارة من زوجة والدها اسماء ان تسمح لها بقضاء بعد الوقت في مراجعة دروسها لانها الان في مرحلة فاصلة وتحتاج منها الكثير من الجهد لتخطي هذة المرحلة

ولكنها زوجة والدها قامت بضربها وردت اليها قائلة: انتي فقط تريدين ان تتمردي علي فبدات اسماء بتنفيذ خطط جديدة قامت بحياكتها جارتها عفاف وهي تحريض احمد والد سارة ضد ابنته سارة واشترك كل من صفاء ومروة في تنفيذ الخطة ويحطون عليها الباطل

#قصة_سارة
_الجزء_الثالث
.عاد والد سارة من سفره بعد يومين ذهبت اليه زوجته وجلست امامه قائلة: يا احمد اليوم اريد ان اخبرك بامر ما ولقد حدث هذا الامر اكثر من مرة من قبل ولكني لم اطلعك به فلا اريد ان اقلقك ولكن لقد تطور هذا الامر ولم استطيع السيطرة عليه.

قال احمد متسائلا: ماهذا الامر لقد اقلقتينني حقا
ردت قائلة: انت تعلم يا احمد بأني احب سارة اكثر من بناتي ولقد قمت بتربيتها وكأنها إبنتي

وايضا تعلم بأني اهتم لأمرها وهي كانت تعاملني وكأني والدتها ولكن منذ إلتحاقها بالمرحلة الثانوية تغيرت كثيرا وبدأت تعصي اوامري ولا تحترمني وتتعامل معي وكأني غريبة عنها.

ولكني لم اهتم بالامر كثيرا فقلت لنفسي انها تمر الان بمرحلة المراهقة وهذا شيئ طبيعي هذا التغيير الذي طرأ عليها وربما مع مرور الايام ستعود الي طبيعتها.

ولكن ما ازعجني حقا انها بدات بمراقفة بعض الفتيات السيئات السمعة وكثيرا ما كانت تتأخر في العودة الي المنزل وعندما اسألها كانت تصيح في وجهي وتشتمني احيانا وتتهمني باني احاول سلب حريتها.

عندما لاحظت إبنتي صفاء تمرد شقيقتها ارادت ان تخبرك بالامر ذات مرة ولكنني منعتها من ذلك وقلت لها هي فترة في حياتها وستعدي وستعود سارة الي طبيعتها،

وكل هذة الفترة كنت صامتة علي الامر، ولكن ماحدث هذة المرة اقلقني بشدة لذا اردت اخبارك به حتي تستطيع تدارك الامر حتي لا تضيع منا البنت.

قال احمد الذي بدات عليه علامات الغضب لزوجته: وما الذي حدث؟

قالت اسماء: لقد اكتشفت ان لسارة علاقة بشاب وعلمت انها كانت تخرج معه بإستمرار حتي انها كانت تتغيب عن الدراسة لتذهب مقابلته وعندما واجهتها بالامر انكرت لي واتهمتني باني اريد تشويه سمعتها،

لذا طلبت من صفاء مراقبتها لنتحقق من الامر وعندما بدات صفاء بمراقبتها تأكدنا من صحة الامر وخشيت ان يحدث ما لا يحمد عقباه لذلك الان انا اخبرك بكل ما حدث حتى تتصرف

قام احمد من كرسيه والشر يتطاير من عيناه متجها الي غرفة ابنته سارة التي كانت جالسة تراجع دروسها.
فتح الباب دون ان يطرقه هذة المرة كما اعتاد ان يفعل فهبت سارة مفزوعة من اثر ضرب والدها للباب بقوة

عندما رأت والدها ابتسمت قائلة: ابي هذا انت لقد اخفتني فاقتربت منه لكي تقبل يده كما اعتادت ان تفعل ولكن أباها رفع يده وبكل ما أوتي من قوة طاح بها علي ابنته سارة التي سقطت علي الارض علي اثر ضربته،

ثم قام بخلع حزامه وهجم عليه وبدا يضرب فيها بوحشية وكأنها ليست ابنته من لحمه ودمه كان يضرب ابنته بعنف وهي كانت تصرخ وتتلوي من الالم وهي تصيح قائلة: ماذا فعلت يا أبي لماذا تضربني رجاءا يا ابي توقف سألتك بالله ان تكف عن ضرب ولكن والدها وكأنه اخرس لا يسمع الصوت

وتوسلتت ابنته واستمر يضرب فيها حتي خارت قواه ثم توقف عن ضربها ونظر اليها والغضب قد اعمي عيناه وخاطبها بصوت اجش قائلا: لم اكتفي منك بعد ولكني سأعود اليك

وخرج وصفع الباب بقوة وهو يصيح ويشتم وترك خلفه ابنته سارة التي امتلأت ثيابها بالدم وهي تبكي بصوت مبحوح جرا الالم الفظيع الذي خلفه والدها علي جسدها النحيل

وبرغم الألم الذي كانت تشعر به كانت تتساءل في نفسها عن ما حل بوالدها وجعله هو الاخر يقسو عليها ويرفع يده ليضربها انها اول مرة في حياتها يقوم والدها بضربها وهي لا تدري ما السبب

حاولت سارة ان تنهض من مكانها ولكن الالم كان فظيع فلم تستطيع أن تتحرك فتكورت في مكانها في احد اركان الغرفة وهي تبكي من شدة الالم.

ذهب والدها إلى غرفته وهو غاضبا ولازال يشتم ويلعن وتارة يلوم نفسه علي تدليله لها
دخلت عليه زوجته قائلة: يا احمد يكفي مافعلته بها وهذا سيكون درسا لها فلا تقلق عليها بعد الان ستستقيم.

فرد عليهاغاضبا: يجب ان احرمها من الدراسة ايضا
فردت اسماء قائلة: لا يا احمد دعها تكمل دراستها ولكن خذ منها الهاتف الذي اشتريته لها ثم استكملت حديثها قائلة: يالله لقد حان موعد قيام طائرتك يجب ان تسرع

فانتفض احمد وكان قد نسي انه مسافر الي الصين وستغادر الطائرة في المساء والان لم يتبقى له الوقت لمغادرة الطائرة، فنهض من مكانه وبدات بإعداد ما يلزمه للسفر بمساعدة زوجته، ثم حمل حقيبته وخرج.

دلف الي غرفة سارة فوجدها لازالت متكومة علي الارض رق قلبه لمنظرها ولكن سرعان ما تلاشت الرقة ليحل الغضب مكانها عندما تذكر ما اخبرته بها زوجته.

فخاطبها قائلا: انا الان مغادر وعندما اعود سيكون لي معك حديثا آخر اما الان اسمعيني جيدا ليس لك ام سوى اسماء وكل ما تقوله لك هو امر،

يجب ان تنفذي كل ما تطلبه منك دون ان تعارضي واذا خالفتي اوامرها ساقتلك عندما أعود ثم خرج وتركها ولازالت تأن من الالم.

 

عن قصص وحكايات العالم الاخر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق