مقالات
رؤية هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية (48) صراع الهوية (7)
* الهوية الدينية مقابل الهوية القومية
– ما الذي جنته القومية على العالم العربي والإسلامي؟
– وهل استطاعت تغطية الفراغ الذي تركه سقوط الخلافة؟
– إن مفهوم الأمة الإسلامية التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية أكّد على مفهوم “الأمة الإسلامية” التي تتجاوز الحدود الجغرافية، كما ودعا الإسلام إلى التعاون والوحدة بين كافة المسلمين من خلال:
– روح الأخوة والتكافل:
الإسلام يعزز قيم الأخوة والتكافل، حيث يدعو المسلمين لرعاية بعضهم البعض، قال رسول الله ﷺ: “مَثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد…”، وهي دعوة إلى وحدة الصف ووحدة المسير والمصير.
– التكامل بين الشعوب:
على عكس القومية، فإن الإسلام يشجع على التكامل بين الثقافات والأعراق ضمن مظلة الإسلام، وهو ما يثري الأمة ويجعلها أكثر تماسكًا.
– الرباط الإيماني:
الإسلام يبني الأمة على أسُسِ العقيدة والإيمان بالله، ووحدة الرسالة، وليس على أساس العرق أو اللغة أو الوطن، فالآية القرآنية {إنّما المُؤمِنونَ إخْوَة} (الحجرات: 10) تؤكد أن الأخوّة الإيمانية هي الرابط الأساسي.
– التنوع والتعددية:
الإسلام يشجع على قبول التنوع الثقافي ويعتبره جزءًا من آيات الله في خلقه، حيث يقول الله: {يا أيُّها النّاسُ إنّا خلقْناكُم مِن ذكَرٍ وأُنْثى وجَعلناكُم شُعوبًا وقَبائِلَ لِتَعارَفوا} (الحجرات: 13)، هذا التنوع يعزز وحدة الأمة الإسلامية ويمكّنها من الانتشار عبر مختلف الأعراق والبلدان.
-المساواة بين البشر:
الإسلام يرفض العنصرية ويؤكد أن التفاضل بين البشر يعتمد على التقوى والعمل الصالح وليس على العِرق أو اللون أو أي اعتبارات أخرى، كما ورد في حديث النبي محمد ﷺ : “لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض، إلا بالتقوى”.
– القيم الإنسانية المشتركة:
الإسلام يتبنى قيمًا إنسانية عالمية مثل العدل، والرحمة، والإحسان، والتي تتوافق مع مختلف الثقافات والأعراق، هذه القيم تساهم في بناء أمة إسلامية تشمل الجميع، وتجعل الإسلام دينًا يتجاوز الحدود الثقافية والاجتماعية.
– الانتماء العالمي:
مفهوم الأمة الإسلامية يدعو المسلمين إلى دعم بعضهم البعض والتعاون لتحقيق الخير لجميع البشر، من هنا، يشعر المسلمون أينما كانوا بأنهم جزء من كيان واحد متماسك، وهو ما يخلق إحساسًا بوحدة عالمية تتخطى الحدود السياسية والجغرافية.
هذه المبادئ تجعل من الأمة الإسلامية كيانًا يتجاوز الحواجز المكانية والعرقية والقومية الضيقة، حيث يربط بين أعضائها إيمانهم المشترك وقيمهم الموحدة التي تهدف إلى بناء مجتمع عالمي يسوده السلام والعدالة.
– صباحكم طيب ونهاركم سعيد وآمن، ولنُكثر من الدعاء لتفريج الكروب وإخماد نار الحروب، ولا ننسَ الصلاة على خير مبعوث للعالمين، محمد ﷺ.
مقالة رقم: (1767)
30 ربيع الثاني 1446هـ
السبت 02.11.2024 م
باحترام:
د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)